كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 201 """"""
فصالحهم أهلها وأهل حمص على ما يحمل في كل سنة إلى ملك الروم وهو عشرة قناطير ذهبا ، ومن كل مسلم دينار سوى ذوي العاهات ، وأقامت إلى سنة ست وستين وثلاثمائة ، فسير جعفر بن فلاح غلامه " فتوحا " إلى أنطاكية فحاصرها خمسة أشهر فلم يظفر بها . وحدثت في هذه السنة زلزلة عظيمة هدمت قطعة من سورها فأنفذ ملك روم ثانيا ، أثني عشر ألف دينارا وصناعا لاصلاح ذلك ، فبنيت أحسن ما كانت . وبنى فلعتها لاون بن الفقاس وحصنها ، وكان في خدمته جماعة من الأرمن ، ومات فكمل عمارتها الملك بسيل وهو الذي وجد له لما مات ستة آلاف قنطار ذهبا ، ولما ولى كان في حاصل بيت المال أربعة قناطير لا غير ، وهو الذي ملك أرجيش من بلاد أرمينية في سنة خمس عشرة وأربعمائة ، وكان ملكه تسعا وأربعين سنة وأحدى عشر شهرا . وبقيت في أيدي الروم إلى أن فتحها الملك سليمان من قتلمش السلجقي في سنة سبع وسبعين وأربعمائة على ما أوردناه في أخبار الدولة السلجقية ، وبقيت في يده إلى أن قتل في سنة تسع وسبعين وأربعمائة ، فصارت بيد وزيره الحكم بن طاهر الشهر ستاني يتولى أمرها . فلما استرد السلطان ملكشاه بلاد الشام استردها وضمها إلى الوزير المذكور ، فأقام بها إلى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، ثم فارقها " الوزير " ودخل الروم ، فسلمها لباغي شيان بن ألب " أرسلان " وكانت بنته متزوجة للملك رضوان صاحب حلب .
وحدثت زلزلة بأنطاكية في التاسع عشر من شعبان سنة أرلابعة وثمانين وأربعمائة خربت دورها وأهلكت خلقا كثيرا ، ورمت من أبراجها نحو السبعين برجا ، فتقدم السلطان بعمارة ما انهدم في سنة خمس وثمانين . واستمرت أنطاكية بيد ملوك الإسلام إلى أن ملكها الفرنج في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة على ما قدمناه . وكان قد اجتمع عليها جماعة من ملوك

الصفحة 201