كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 202 """"""
الفرنج والملك الكبير المشار إليه منهم اسمه كند فري ، فقرر أن كل ملك من الملوك يحاصرها عشرة أيام ، ومن فتحت في نوبته فهي له ، ففتح في نوبة ملك منهم اسمه ميمون . فلما اتصل ذلك بملوك الإسلام بالشام اجتمعوا ومقدميهم ظهير الدين طغرتكين صاحب دمشق ، وجناح الدولة حسن صاحب حمص ، وكربغا صاحب الموصل ، وحاصروا أنطاكية ، وكان الفرنج في قل ، فسألوا الأمان ليخرجوا منها فلم يجيبوهم ، ووقع تنافس بين المسلمين فخرج الفرنج إليهم فاتهزموا من غير قتال . وبقي ميمون مالكها حتى كسره الدانشمند وأسره وقتل أكثر عسكره ، وذلك في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، فاشترى نفسه بعد ذلك بمائة ألف دينار واستخلف ميمون فيها ولد أخيه طنكري ، وركب في البحر وسار إلى بلاده ليستنجد الفرنج ويعود ، فأهلكه الله تعالى . واستمر طنكري ملكا لأنطاكية وأعمالها إلى أن أهلكه الله تعالى في ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة ست وخمسمائة ، وملكها بعده روجار . وكان طنكي قد استدعاه من بلده وجعله ولي عهده ، وهو الذي حضر إلى بيت المقدس في ملك بغدوين ، وكان بغدوين شيخا كبيرا ، فاجتمعا بالبيت المقدس وقررا عهدا : أن من مات منهم قبل الآخر انتقل ملكه إلى الباقي منهما . وتزوج بنت بغدوين ، فقتل روجار في حرب كانت بينه وبين نجم الدين إيلغازي بن أرتق في يوم السبت ثامن عشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وخمسمائة . فقتل روجار وجميع من معه ، فسار بغدوين إلى أنطاكية وملكها ، وأقام بها إلى أن وصل شاب ، في ثامن عشر شهر رمضان سنة ست وعشرين وخمسمائة ، من الفرنج في البحر وادعى أنه ميمون بن ميمون الذي كان صاحب أنطاكية ، فسلم بغدوين أنطاكيه له فملكها ، وكان شجاعا مقداما ، وأقام بها إلى أن سار نحو الدروب فلقيه ابن الدانشمند فكسره وقتل جماعة من عسكره بأرض عين زرية ، وذلك في نصف شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة . ومثلك بعده الأبرنس ، ولقي الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي على حصن الأكراد في شهر رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة فكسر المسلمون وقتل جماعة

الصفحة 202