كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 204 """"""
عشر درهما ، والجارية بخمسة دراهم وباشر السلطان القسمة بنفسه ، وما ترك شيئا حتى قسمه من الأموال والمصوغ والدواب والمواشي . ثم ركب إلى قلعة أنطاكية وأحرقها وعم الحريق أنطاكية . وكان صاحب طرابلس قد استولى على عند أخذ التتار حلب على ديركوش ، وهو من أمنع الحصون وعلى شقيف كفر دنين وعلى شقيف كفر تلميس ، وكانت هذه الحصون شجى في حلق المسلمين . فلما فتحت أنطاكية انقطعت حيلة هذه الحصون فطلبوا الأمان على أنهم يسلمون الحصون ويؤسرون ، فسير الأمير بدر الدين بيليك الأشرفي الظاهري ، فتسلم دركوش في ليلة الجمعة حادي عشر شهر رمضان ، وتسلم بقية هذه الحصون .
ذكر صلح القصير على المناصفة
كان القصير للبطرك الكبير خاصة ، وزعموا أن بأيديهم خط عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما نزل السلطان في هذه الجهات بذلوا نصف البلاد للسلطان ، فكتبت لهم هدنة ، وانضاف إلى مملكة الإسلام نصف بلاد القصير .
ذكر فتوح حصن بغراس من الديوية
قال : ولما فتح الله تعالى هذه الحصون والجهات على السلطان ولم يبقى بتلك الجهات سوى بغراس ، وخاف من بها من الديوية ، فانهزموا وتركوا . فجهز السلطان الأمير أقسنقر " الفرقاني " أستاد الدار العالية بعسكر فتسلمه في يوم السبت ثالث عشر شهر رمضان من السنة ، ولم يجد به سوى امرأة عجوز ، ووجده عامر بالحواصل والذخائر .
وقال البلاذري : كانت أرض بغراس بمسلمة بن عبد الملك فوقفها في سهيل البر ، ولما قصد المسلمون غزاة عمورية صحبة مسلمة ، حمل هو والعسكر النساء معهم للجد في القتال . فلما صاروا في عقبة بغراس عند الطريق المستدقة التي تشرف على الوادي سقط جمل عليه امرأة ، فأمر مسلم النساء أن يمشين فسميت تلك العقبة عقبة النساء . قال : وكان في تلك الطريق سباع لا يسلك فيها بسببها ، فشكا الناس ذلك إلى الوليد بن عبد الملك فبعثت أربعة آلاف جاموسة وفحولها ، فانكفأت السباع . ثم بناها