كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 206 """"""
وأخذوا مواشي ، وتوجهوا إلى قلعة بين كركر والكختا اسمها شرموشاك ، فزحفوا عليها وأخذوها وقتلوا رجالها ونهبوا من المواشي شيئا كثيرا ، وأخرجوا من الفلاحين إلى البلاد السلطانية خلقا كثيرا ، وأخذ الخميس من الغنيمة للديوان ورسم بترتيب الناجعين في البلاد الحمصية والشيزرية وجهة أنطاكية .
ذكر الإغارة على عكا
وفي سنة ثمان وستين وستمائة ، توجه السلطان جريدة إلى الشام ، وكان الفرنج بعكا اعتمدوا أشياء لا يصبر عليها : منها أن أربعة من مماليك السلطان هربوا ودخلوا عكا ، فلما طلبهم منهم طلبوا العوض عنهم ، فأنكر السلطان ذلك عليهم ، فنصروهم ، وذلك في سنة سبع وستين . فكنب السلطان إلى النواب بوقوع الفسخ ، فأغار عليهم الأمير جمال الدين أقش الشمسي فقتل وأسر منهم جماعة . واتفقت حركة للسلطان إلى الحجاز فأطلق الذين أسروا ، وعوق رسل الفرنج على إحضار المماليك ، وأطلق منهم وزير الاستبار خاصة ، لأنه كان يخدم السلطان . فلما كان في هذه السنة بلغ السلطان أن الفرنج وصل إليهم سفائن من جهة الردراكون ، أحد ملوك الغرب فيها جماعة من أصحابه وأقاربه وكتبه ، يقول فيها : إنه واعد أبعى بن هولاكو أنه يوافيه بالبلاد الإسلامية ، وأنه واصل لمواعدته " من جهة سيس في سفن كثيرة " ، فأرسل الله تعالى ريحا مزعجة كسر عدة من سفائنه ولم يسمه لها خبر . وأما أهل عكا فإنهم خرجوا هم ومن وصل ليهم من الغرب إلى ظاهر عكا وخيموا وصاروا يركبون " وتوجهت طائفة منهم إلى عسكر جينين وعسكر صفد " ، وبلغهم أن السلطان وصل جريدة فتوهموا أنه لا يقصدهم . واتفق أن السلطان خرج متصيدا إلى جهة الحارسة ، وعاد مسرعا وتوجه على أنه يتصيد في مرج برغوث . ولما وصل في أثناء الطريق إلى برج الفلوس سير الأمير عز الدين معن الظاهري السلاح دار لاحضار السلاح ، وسير الأمير ركن الدين إياجي لإحضار العسكر الشامي كله ، فتكامل الناس