كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 207 """"""
عنده في مرج برغوث في بكرة نهار الثلاثاء الحادي والعشرين في شهر ربيع ، وركب وساق ووصل جسر يعقوب عشية النهار ، فساق فأصبح الصبح وهو بأول المرج . وكان قد سير إلى الأمير جمال الدين الشمسي مقدم عسكر عين جالوت ، والأمير علاء الدين إيدغدي مقدم عسكر صفد بالإغارة في ثاني وعشرين ، وأنهم ينهزمون قدام الفرنج . فخرج جماعة من الفرنج مقدمهم كندلوفير المسمى زيتون ، وفيهم أقارب الريداركون وغيرهم ، ودخل السلطان الكمين فعندما خرج الفرنج لقتال العسكر الصفدي تقدم الأمير عز الدين إيغان الركني ، وبعده الأمير جمال الدين الحاجبي ، ومعهما أمراء الشام . وساق قدام السلطان الأمير شمس الدين إيتمش السعدي ، والأمير علاء الدين كندغدي الظاهري أمير مجلس ومعهما مقدموا الحلقة . وقاتل الأمراء الشاميون أحسن قتال ، وأمسك الأمير عز الدين إيغان فارسا اسمه ريمون دكوك . وأما السلطان ومن كان قدامه من الأمراء فما وصلوا إلى الأمراء المقدمين إلا والعدو قد انكسر فلم يحصل لهم اختلاط . وكان القتال شديدا تماسكوا فيه بالأيدي ، وأكمن زيتون فجال العسكر بينهم واخذوا عليه وعلى أكابر الفرنج حلقة وقتل أخو زيتون وابن أخت الريدراكون ، وجماعة من الخيالة ، ونائب فرنسيس بعكا ، ولم يعدم من عسكر الإسلام إلا الأمير فخر الدين الطونبا الفائزي . وعاد السلطان ورؤوس القتلى بين يديه إلى صفد ، وتوجه منها إلى دمشق ، فدخلها في يوم الأحد سادس وعشرين الشهر ، والأسرى والرؤوس بين يديه .
ذكر فتوح قلعة صافيتا
وفي سنة تسع وستين وستمائة ، توجه السلطان من الديار المصرية في عاشر جمادى الآخرة وصحبته ولده الملك السعيد ، ودخل الملك السعيد إلى دمشق في ثامن شهر رجب ، وخرج هو والأمير بدر الدين الخزندار من جهة القطيفة . وكان السلطان قد توجه من جهة بعلبك وتوجه من جهة بعلبك وتوجه إلى طرابلس ، فقتل من رعاياها وأسر ، واتصلت الغارة بصافيتا ، فطلب من فيها الأمان ، ثم نكثوا ، فرحل عنهم السلطان وأنزل