كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 21 """"""
السلطان ، فجدد السلطان المناشير للأمراء والجند ، وقرر الحديث في الأموال ونيابة القلعة للأمير علاء الدين طيبرس الوزيري ، ورسم بإحضار الحلبي ، فلما وصل إليه اعتقله بقلعة الجبل ، ثم أطلقه بعد ذلك وخلع عليه ، واستمر في الخدمة إلى أن جهزه إلى نيابة حلب . هذا ما اتفق بدمشق .
ذكر ما اتفق بحلب في أمر النيابة
كان السلطان الملك المظفر قد استناب بالمملكة الحلبية الملك المظفر علاء الدين ابن صاحب الموصل ، ولقبه بالملك السعيد على ما ذكرناه ، فتوجه إلى حلب ، وحصلت منه أمور أنكرها عليه الأمراء ، وكان الملك المظفر قطز قد أقطع جماعة من الأمراء العزيزية والناصرية بالبلاد الجبلية ، فلما اتصل بهم قتل الملك المظفر اجتمعوا وقبضوا على الملك السعيد ونهبوا وطاقة ، وكان قد برز إلى الباب المعروف بباب الله للقاء التتار ، واستولوا على خزائنه فلم يجدوا فيها مالا طائلا ، فتهددوه بالعذاب إن لم يقر لهم بالمال ، فأخرج لهم من تحت الأشجار مالا كان قد دفنه ، تقدير خمسين ألف دينار مصرية ، ففرقت في الأمراء واعتقلوا الملك السعيد بالشغر ، ثم أفرجوا عنه بعد ذلك ، وقدموا عليهم الأمير حسام الدين الجوكندار العزيزي ، فكتب السلطان إليه تقليد بنيابة المملكة الحلبية .
ذكر وصول طائفة من التتار إلى البلاد الإسلامية وما فعلوه بحلب وتقدمهم إلى حمص وقتالهم وانهزامهم وما كان من خبر عودهم
وفي سنة تسع وخمسين وستمائة بلغ التتار أن الأمراء العزيزية والناصرية قد وقع بينهم اختلاف ، فتجمعوا من كل جهة وعبروا الفرات ، ولما بلغ الملك السعيد خبرهم وأنهم وصلوا إلى جهة البيرة جرد إليهم جماعة قليلة من العسكر الحلبي ، وقدم عليهم سابق الدين أمير مجلس الناصري ، فنهاه الأمراء العزيزية والناصرية عن ذلك ، واستقلوا العسكر المجرد ، فلم يرجع إلى قولهم ، وصمم على إرساله ، فسار سابق الدين ومن

الصفحة 21