كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 210 """"""
طنكلي صاحب أنطاكية ونازله ، وأهله في غاية الضعف ، فسلمه صاحبه إليه ، وكان يرجو أنه يبقيه فيه لأنه اختاره على صنجيل فأنزله وأهله منه ، وأخذه صحبته ، ورتب فيه من يحفظه من الفرنج ؛ وحكى ذلك ابن عساكر . وذكر ابن منقد في كتاب البلدان أن : نور الدين محمود بن زنكي ، رحمه الله تعالى ، كان قد عامل بغض رجالة التركمان المستخدمين من جهة الفرنج بهذا الحصن ، إلى أنه إ ذا قصده نور الدين يثور هو وجماعة من أصحابه في الحصن ويرفعون علم نور الدين على الحصن وينادون باسمه . وكان هذا التركماني له أولاد وإخوة قد وثق بهم الفرنج ، وكان الإنفاق بينه وبين نور الدين أن يقف على رأس الباشورة ، فكتم نور الدين هذا الأمر عن أصحابه وتقدم أوائل العسكر النوري فرأوا التركماني على الباشورة فرموه بالنشاب فمات ، واشتغل أهله بوفاته ، فلم يتم لنور الدين ما دبره . ولم يفتحه السلطان الملك الناصر صلاح الدين . وكان فتحه على يد السلطان الملك الظاهر الآن .
ذكر صلح أنطرطوس والمرقب
قال : وسأل كمندور أنطرطوس ومقدم بيت الإسبتار السلطان على الصلح ، فأجابهم على أنطرطوس خاصة ، خارجا عن صفيتا وبلادها ، وعلى المرقب . واسترجع منهم بلدة وأعمالها وما أخذوه في الأيام الناصرية ، وعلى أن جميع مالهم من المناصفات والحقوق على بلاد الإسلام يتركونه . وعلى أن تكون بلاد المرقب ، وحلف لهم السلطان على ذلك ، وتوجه لتحليف المقدم المذكور بأنطرطوس الأمير فخر الدين المقري الحاجب ، وأخلى الفرنج برج قرميص ، وأحرقوا ما لا أمكنهم حمله من موجدوهم ، وتسلم البرج المذكور في هذه الأيام ، وكذلك البرج الذي في بلدة هدم الفرنج بعضه الفرنج بعضه وحرقوه ، ورسم السلطان بهدم باقية .
ذكر فتوح حصن عكار
قال : ولما رتب السلطان أمور حصن الأكراد توجه إلى حصن عكار ونازله ، وفي