كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
ثم رحل فوصل إلى دمشق في نصف شوال .
ذكر فتوح القرين
كان حصن القرين إسبتار الأرمن ، ولم يكن لهم بالساحل غيره ، وكان من أمنع الحصون وأضرها على صفد ، فتوجه السلطان إليه من دمشق ، في الرابع والعشرين من شوال سنة تسع وستين وستمائة ووصل إلى صفد وجهز منها المجانيق وسار إلى القرين ونازله . وبينما السلطان واقف لنصر المجانيق وردت رسل عكار . واتفق أن السلطان " كان " يرمي نشابا على القلعة فمر به طائر فرماه فإذا فيه بطاقة من جاسوس في العسكر للفرنج مضمونها أخبار السلطان ، وذلك بحضور الرسل ، فسلم السلطان الطائر لهم وقال : " واستصحبوه معكم لتقرأ الفرنج هذه البطاقة ، ونحن نفرح بمن نخبركم بأخبارنا " . وفي مستهل ذي القعدة ملك الربض ، وفي ثانيه أخذ الباشورة ، وأخذت النقوب في السور ، وشرط السلطان للحجارين عن كل حجر ألف درهم . واشتد القتال ، فحضر رسلهم ، وتقرر خروجهم وتوجههم حيث شاءوا ، وأنهم لا يستصحبون مالا ولا سلاحا . وكتب الأمان بذلك ، ورفعت الصناجق السلطانية عليها ، وركب السلطان وأصبح على أبواب عكا مطلبا ، فما ترك أحد من الفرنج ، وعاد إلى مخيمه بالقرين ، وأمر بهدم القلعة فتكمل هدمها في رابع وعشرين ذي القعدة من السنة .
ذكر صلح صور وما تقرر من المناصفة
وحضرت رسل صاحب صور ، وحصل الاتفاق على أن يكون لهم من بلاد صور عشرة بلاد خاصا ، وللسلطان خمسة بلاد يختارها تخصه ، وبقية البلاد مناصفة ، وحلف السلطان على ذلك . وجهز الرسل فحلفوا صاحب صور على ما تقرر .
ذكر منازلة التتار البيرة وكسرهم على الفرات وقتل مقدمهم جنقر
وفي تاسع شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وستمائة وردت الأخبار بحركة التتار ، فجرد السلطان الأمير فخر الدين الحمصي بجماعة من العساكر المصرية

الصفحة 213