كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 215 """"""
ذكر فتوح كينوك
كان قد كثر فساد أهل كينوك وتعديهم على التجار والقصاد ، وكتب إلى صاحب سيس في ذلك فلم تفد فيه المكاتبة ، فجرد الأمير حسام الدين العين تأبى مقدم العسكر الحلبي إلى كينوك ، فوصل إليها في ثالث المحرم ، فأخذوا الحوش البراني ، ودخل الأرمن إلى القلعة ، فقاتلهم المسلمون وملكوها وقتلوا الرجال وسبوا الحريم ، وأغار العسكر على أطراف طرطوس ونهبوا وسبوا . وهذه كينوك هي الحدث الحمراء التي بناها سيف الدولة على بن حمدان ، ومعنى تسميها كينوك أي المحترقة . وكان قسطنطين صاحب سيس قد أخذها من ملوك الروم السلجقية وأحرقها . وهي التي يقول فيها المتنبي عند بنائها يمدح سيف الدولة في قصيدته التي أولها : " على قدر أهل العزم تأتي العزائم "
سل الحدث الحمراء يعرف لونها . . . ويعلم أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله . . . فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها على والقنا تقرع . . . وموج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت . . . ومن حيث القتلى عليها تمائم أن الحد أ
وكان من خبرها : أن سيف الدولة بن حمدان سار لبنائها ، وكان أهلها سلموها بالأمان للدمستق ملك الروم ، وفي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، فنزلها سيف الدولة في يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعبن وثلاثمائة ، فحط الأساس من يومه ، وحفر أول الأساس بيده ، وأقام حتى كمل بناؤها في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر رجب من السنة .
ذكر إغارة عيسى بن مهنا على الأنبار
وفي سنة لثنتين " وسبعين " وستمائة : رسم السلطان للأمير شرف الدين عيسى