كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 216 """"""
ابن مهنا " أمير العرب " بالإغارة على بلاد العراق ، فوصل إلى الأنبار فوجد بها جماعة من التتار ، وكان السلطان قد اختفى أمره ، فلما وصل عيسى إلى الأنبار توهموا أن السلطان دهمهم ، فعدوا إلى البر الآخر ، واقتتل عيسى وخفاجة ، ودام القتال نصف نهار ، وكانت هذه الإغارة في ثامن عشر شعبان .
ذكر الإغارة على مرعش
وفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة : توجه عسكر حلب صحبة الأمير حسام الدين العين تابي إلى جهة مرعش ، وأغاروا على بلاد سيس ، وحازوا غنائم كثيرة ، وقلعوا أبواب ربض مرعش ، وغرق ربيعة بن الظاهر بن غنام في نهر هناك .
ذكر غزوة سيس
كان صاحب سيس قد اعتمدوا ما يقتضي فسخ الهدنة التي وقع الإتفاق عليها في سنة ست ستين عند إطلاق ولده ليفون ، وقطع الهدايا المقررة عليه ، وخالف الشروط من أنه لا يجدد بناء ولا يحصن قلعة ، وصار لا يطالع بخبر صحيح كما تقرر معه ، ثم لم يقتصر على ذلك إلى أن صار يلبس الأرمن السراقوجات ويخيف القوافل ويدعى أنهم من عسكر التتار ، فاقتضى ذلك أخذ كينوك وإخرابها كما ذكرنا ، فتصور صاحب سيس من ذلك . فذكر السلطان لرسوله سوء اعتماده ، وأرسل إليه يعرفه أنه عزم على قصد سيس ، ثم أسر السلطان في نفسه قصده ولم يبده لأحد ، بل أظهر الحركة إلى الشام وعرض العساكر في يوم واحد تحت القلعة ، وخرج ثالث شعبان سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، ووصل إلى دمشق في سلخ الشهر ، وخرج منها في سابع شهر رمضان بجميع العساكر . ولما وصل إلى حماة خرج الملك المنصور صاحب حماة بعساكره ، ثم سار وفي خدمته العساكر والعربان . فجرد الأمير شرف الدين بن مهنا ، والأمير حسام الدين العين تابي إلى جهة البيرة بصورة جاليش العسكر