كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 217 """"""
المنصور فوصلوا إليها . ولما وصل السلطان إلى سرمين رحل منها إلى جهة الدربساك ، وآخر الأثقال وبعض العسكر صحبة الأمير شمس الدين سنقر جاه بسرمين ، وجرد الأمير عز الدين الأفرم أمير جاندار ، والأمير مبارز الدين الطوري لتمهيد جوانب النهر الأسود ، فقطعته العساكر بمشقة . ونزل السلطان بين الدربساك وبغراس ، وأمر جماعة من مقدمي الألوف أن يتوجه كل منهم إلى جهة وطلعوا تلك الجبال ، وأمر الناس بوقود الشموع فقطعوا تلك الجبال والأوعار والمضايق . وكان السلطان قد حمل ثلاثين مركبا لأجل التعدية ، ونزل السلطان داخل باب اسكندرونة خلف السور الذي بناه الملك هيتوم والد ليفون صاحب سيس ، ثم رحل إلى قرب المثقب ، وملكت العساكر جسر المصيصة وملكوا المصيصة ، وغلبت العساكر على ما فيها ، وقتلوا من وجدوا بها ، وغنم الناس ما لا يحصى كثرة من البقر والجاموس والغنم ، وحضر إلى الطاعة جماعة كبيرة من التركمان والعربان بمواشيهم وخيولهم ، فجهزهم السلطان إلأى البلاد الإسلامية ، وساق مطلبا في تاسع وعشرين شهر رمضان ، فوصل إلى سيس ، فعدل عنها ووصل دربند الروم ، ووجد بقايا من حريم التتار فسبين ، وعاد فبات في تلك الجبال ، وعيد بمدينة سيس ، وهي كرسي ملك الأرمن ، وبها بستان متملكها ومناظره . فانتهبت مدينة سيس وهدمت وأحرقت وتحصن أهلها بقلعتها ولما فرغ من إحراق المدينة وهدم قصور التكفور وعادت الجاليشية بما سبوه من حريم المغول وأولادهم ، وسيقت الغنائم ، وعاد السلطان ورعت العساكر الزروع . ووصل الأمير جمال الدين المحمدي ، والأمير عز الدين الدمياطي إلى طرسوس ووجدوا بها من الخيل والبغال مقدار ثلاثمائة رأس فاستاقوها . وتوجه الأمير مبارز الدين الطوري ، والأمير عز الدين كرجي إلى قريب البحر وقاتلوا جماعة من العدو ، ووجدوا مراكب في البحر فدخلوا إليها وأخذوها وقتلوا من فيها . ووصل الأمير سيف الدين الزيني إلى قلعة البرزين ، ووصل الأمير بدر الدين الأيدمري إلى أذنة ، وغنموا نساء وأطفال . وأغارت العساكر في تلك الجبال وقتلوا رجالا كثيرة ووصل الأمير بدر الدين بيسرى والأمير سيف الدين أيتمش السعدي إلى أياس ، وكان خبر العسكر قد وصل إلى من بها من الفرنج فنقلوا أموالهم إلى المراكب فاحرقت العساكر وقتلت جماعة كبيرة في البر والبحر ، وحضر بعد ذلك كتاب وإلى اسكندرونة يتضمن : أن العساكر لما قصدت أياس ركب جماعة منها من الفرنج والأرمن قريب ألفي نفس هاربين فغرقوا جميعهم ، وأخذ الأمير بدر الدين أمير سلاح جشارات خيول . هذا ما يتعلق بغزوة سيس .

الصفحة 217