كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 220 """"""
سنة أربع وسبعين . وحمل أهله إلى الجهات التي قصدوها .
ذكر وفاة الأبرنس صاحب طرابلس وما انفق بعد وفاته
وفي تاسع شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وستمائة : توفي الأبرنس بيمند بن بيمند صاحب طرابلس . ووصل ملك قبرص ، وهو ابن عم الأبرنس إلى طرابلس لتعزية ولده ، وكان السلطان قد كتب إلى البرنس يقول : " إن اللاذقية النصف ، فتترك النصف الآخر فإنه من حقوق المسلمين " . فلما سمع الفرنج ذلك قووا البرج ، وخاف المسلمون عاديتهم . فرسم السلطان لركن الدين النائب ببلاطنس بنقل من باللاذقية من المسلمين إلى البلاد السلطانية . فوصل كتاب نائب البرنس الذي باللاذقية يذكر أنهم ما برحوا في الطاعة ، وقد عز عليهم خروج من عندهم . ووردت رسل ملك عكا وهو يشفع عند السلطان قد سير عسكرا للحوطة على عرقا ومغل بلادها ، فسير ملك عكا وقبرص يتوسل في أمرهم ، وسأل إنفاد من يوثق به لأجل الدعاوى ، ويكون منه إلى نواب السلطان ومن ملك عكا إلى نواب البرنس . فسير الأمير سيف الدين الدوادار فتوجه إلى عرقا . وأقام بها ، فاجتمع عنده نائب بعلبك ، وولاه البر ومشايخ البلاد ومستخدميها ونواب الفرنجية . وكتبت الدعاوى وترددت الرسل . واتفقت وفاة الأمير صارم الدين الظافري النائب بحصن الأكراد ، فبقي الفرنج يعتذرون به وأنكروا الدعاوى ثم سأل الملك حضور الأمير سيف تالدين إلى طرابلس فدخلها في ثامن المحرم في تجمل كثير من المماليك السلطانية ومماليكه وأجناده ، وتلقاه أبناء الملوك بها ، واجتمع بالملك وسلم إليه كتاب السلطان ، وتقرر على الفرنج القيام بعشرين ألف دينار صورية وعشرين أسيرا من المسلمين .
ذكر غزوة النوبة
وفي سنة أربع وسبعين وستمائة : كثر تعدي داود متملك النوبة ، وحضر إلى قريب أسوان وأحرق سواقي . وكان قبل ذلك قد حضر إلى عيذاب ، وفعل الأفعال الشنيعة . وتوجه الأمير علاء الدين الخزندار وإلى قوص إلى أسوان فلم يدركه وظفر بنائبه الأمير قمر الدين " بقلعة " الدو المسمى صاحب الجبل وجماعة معه ، فجهزهم إلى