كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 221 """"""
السلطان فوسطوا . وأمر السلطان بتجريد الأمير شمس الدين أفسنقر استاد الدار ، والأمير عز الدين أيبك الأفرم أمير جاندار ، وصحبتهم جماعة من العسكر ومن أجناد الولايات والعربان بالوجه القبلي . وكان قد حضر ابن أخت ملك النوبة مرمشكد الذي أخذ داود الملك منه . فجهز العسكر المنصور وتوجه " مرمشكد " صحبتهم . فأغار الأمير عز الدين على قلعة الدو وقتل وسبى ، وسار الأمير شمس الدين في أثره يستأصل شأفه من بقي ، ونزل الأمير شمس الدين بجزيرة ميكائيل وهي رأس جنادل النوبة ، وهي كثيرة الأوعار وفي وسط البحر ، فقتلوا وأسروا . وكان نائب قلعة الدو الذي ولى عوض الموسط قد هرب إلى الجزائر ، فأعطى أمانا واستمر على نيابته ، وحلف لمرمشكد المتوجه صحبة العسكر ما دام على الطاعة . وخاص الأمير عز الدين في وسط البحر إلى برج فحاصره ، وأخذه وقتل به مائتين وخمسين نفرا .
ثم ساق العسكر والتقوا الملك داود ، ومازال السيف يعمل فيهم حتى أفناهم وما سلم إلا من ألقى نفسه في البحر . وهرب داود ، وأسر أخوه سنكوا . وجرد جماعة من العسكر وساقوا ثلاثة أيام وأمسكوا أم الملك داود وأخته .
وقرروا على الملك مومشكد المتوجه صحبة العسكر قطيعة في كل سنة وعرض على أهل النوبة الإسلام أو القيام بالجزية أو القتل ، فاختاروا القيام بالجزية وأن يقوم كل واحد بدينار عينا ، وحرقت كنيسة سوس التي كان داود يزعم أنها تحدثه بما يؤديه . وكان داود قد بنى مكانا سماه عيذاب عمره على أكتاف المسلمين " الذين أسرهم من عيذاب وأسوان " وفيه منازل وكنائس ، وميدان صور فيه قتلى المسلمين بعيذاب وأسرهم بأسوان ، فمحيت لك النصاوير منه وخرب وتقرر حمل ما هو مخلف عن الملك داود واقاربه . وكانت إقامة العسكر بدنقلة سبعة عشر يوما حتى تمهدت البلاد واستنقذت أسرى المسامين المأسورين من أسوان وعيذاب ، وألبس مركشد التاج على عادة ملوك النوبة ، وأجلس بمكان الملك " داود " وحلف اليمين العظيمة عندهم على ما تقرر وهي : " والله ، والله والله ، وحق الثالوث المقدس ، والإنجيل الطاهر : والسيدة الطاهرة العذراء أم النور والمعمورية ، والأنبياء المرسلين والحواريين والقدسيين ، والشهداء