كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 222 """"""
الأبرار . وألا أجحد المسيح كما أجحده بودس ، وأقول فيه ما يقول اليهود وأعتقد ما يعتقدونه . وألا أكون بودس الذي طعن المكسيح بالحربة ، أنني أخلصت نيتي وطويتي من وقتي هذا وساعتي هذه للسلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين بيبرس ، وأنى أبذل جهدي وطاقتي في تحصيل مرضاته ، وأني ما دمت نائبه لا أقطع ما قرر على في كل سنة تمضي ، وهو ما يفضل من مشاطرة البلاد على ما كان يتحصل لمن تقدم من ملوك النوبة ، وأن يكون النصف من المتحصل للسلطان مخلصا من كل حق ، والنصف الآخر أرصده لعمارة البلاد وحفظها من عدو يطرقها ، وأن يكون على كل سنة : من الأفيلةثلاثة ، ومن الزرافات ثلاث ، ومن إناث الفهود خمس ، ومن الصهب الجياد مائة ، ومن الأبقار الجياد المنتخبة أربعمائة . وأنني أقرر على كل نفر من الرعية الذين تحت يدي في البلاد من العقلاء البالغين دينارا عينا ، وأن تفرد بلاد العلى والحيل خاصا للسلطان . وأنه مهما كان لداود ملك النوبة ولأخيه سنكوا ولأمة وأقاربه ، من قتل من عسكره بسيوف العساكر المنصورة ، أحمله إلى الباب العالي مع من يرصد لذلك . وأثنى لا أترك شيئا منه قل ولا جل ، ولا أخفيه ولا أخفيه ولا أمكن أحدا من إخفائه ، ومتى خرجت عن جميع ما قررته أو شيء من هذا المذكور أعلاه كله كنت بريئا من الله تعالى ، ومن المسيح ، ومن السيدة الطاهرة ، وأخسر دين النصرانية ، وأصلى إلى غيره الشرق ، وأكفر بالصليب ، وأعتقد ما تعقد اليهود ، وإني لا أترك أحدا من العربان ببلاد النوبة ، ومن وجدته منهم أرسلته إلى الباب السلطاني ، ومهما سمعت من الأحبار السارة والنافعة طالعت به السلطان في وقته وساعته ، ولا أنفرد بشيء من الأشياء إذا لم تكن مصلحة ، وأنني ولي من والي السلطان وعدو من عاداه ، والله على ما تقول وكيل . " " ثم هذا عهد آخر صادر من أمير بطاعة مرمشكد وبطاعة بيبرس . " " وحلفت الرعية أيضا بتلك الجهات بأنهم يطيعون نائب السلطان ، وهو الملك مرمشكد المقيم برنقلة ، وكل نائب يكون للسلطان أطيعه ولا أرى عليه برأي ، ولا أخبي عنه مصلحة ، وكل ما أسمعه من الأخبار الجيدة والردية أطالع نائبه به ، ومتى علمت على نائبه الملك مرمشكد أمرا يخالف المصلحة لا أطيعه فيه وأطالع السلطان به في الوقت والساعة . وأنني لا أدخل في حكم داود ، ولا أكون معه ، ولا أطالعه بخبر من الأحبار ، ولا أرتضي به ملكا ، ورضيت بأن أقوم بدينار عينا في كل سنة خالية على " .