كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 223 """"""
وعاد العسكر وأحضر من النوبة ما نذكر ، وهو ما وجد في كنيسته سوس من الصلبان الذهب وغيرها : أربعة آلاف وستمائة وأربعون دينارا ونصف ، وأواني فضيات ثمانية آلاف وستمائة وستون دينارا ، والذي أحضر من الرقيق ، وسبعمائة رأس .
وأما الملك دواد فإنه هرب إلى جهة الأبواب ، فقاتله صاحبها الملك أدر ، وقتل ولده ، وأمسكه وسيره إلى السلطان .
ذكر غزوات النوبة في الإسلام
أول ما غربت النوبة في سنة إحدى وثلاثين للهجرة النبوية ، غزاها عبد الله بن سعد في خمية آلاف فارس ، وأصيب في ذلك اليوم معاوية بن حديج في عينه ، وأصيب أبرهة الصباح في عينه ، واصيب أبرهة الصباح في عينه ، وكانوا يسمون النوبة : رماة الحدق . وهادنهم عبد الله بن سعد بعد أن وصل دنفلة .
وفي ذلك يقول الشاعر :
لم تر عيني مثل يوم دنفلة . . . والخيل تعدو بالدروع مثقلة
ترى الحماة حولها مجدلة . . . كأن أرواح الجميع مهملة
وقال يزيد بن أبي حبيب : " ليست الموادعة بين أهل مصر والنوبة موادعة هدنة ، وإنما هي هدنة أمان ، نعطيهم سيئا من قمح وعدس ، ويعطونا رقيقا ، ولا بأس بما يشترب من رقيقهم " .
وكان البقط المرتب على النوبة وهو الرسم على ما قرر : في كل سنة أربعمائة رأس من الرقيق ، وزرافة واحدة . لأمير المؤمنين ثلاثمائة وستون رأسا ، وللنائب بمصر أربعون رأسا .
ويطلق لرسله ، إذا وصلوا بالقبط تاما ، ألف وثلاثمائة أردب قمح ، لرسله منها ثلاثمائة .
وقال البلاذري في كتاب الفتوحات : " إن المقرر على النوبة أربعمائة رأس يأخذون بها طعاما أي غلة " .
وألزمهم المهدي العباسي بثلاثمائة وستين رأسا ورزافة . ثم غزيت في زمن عبد الملك بن مروان ، ولم تفتح وإنما كان قتال ونهب وسبي .

الصفحة 223