كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 224 """"""
وغزاها يزيد بن أبي حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة ، على يد عبد الأعلى بن حميد وغزاها أبو منصور تكين التركي هي وبرقة في عام واحد ، ولم تفتح النوبة .
ثم غزاها كافور الإخشيدي ، وكان أكثر جيشه السودان .
فقال الشاعر :
ولما غزا كافور دنقلة غدا . . . بجيش لطول الأرض من مثله عرض
غز الأسود السودان في رونق الضحى . . . فلما التقى الجمعان أظلمت الأرض
ثم غزاها ناصر الدولة بن حمدان ، فكبسه السودان ، ونهب جيشه ، وأخذت أثقاله ، وذلك في سنة تسع وخمسين وأربعمائة في أيام المستنصر العبيدي .
ثم غزاها بعد ذلك شمس الدولة توران بن أيوب أخو الملك الناصر صلاح الدين يوسف في سنة ثمان وستين وخمسمائة ، ولم يصل إلا إلى أبريم .
وكل هذه غزوات ، وإنما الفتح هذا .
ذكر غزوة الروم وقتل التتار
قد ذكرنا في أخبار السلطان في سنة خمس وسبعين وستمائة ؛ طاعة أمراء الروم ووصولهم إلى خدمة السلطان ، وإكرامه لهم وإحسانه إليهم وما عاملهم به . ولما وصل السلطان إلى الديار المصرية في رابع عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وستمائة . أقام بها إلى شهر رمضان منها ثم عزم على السفر . وجهز من وصل إليه من أمراء الروم بالخيول والخيام وغير ذلك وتوجه من قلعة الجبل المحروسة ، بعساكر الديار المصرية في يوم الخميس العشرين من شهر رمضان من السنة . ورتب الأمير شمس الدين أفسنقر أستاد الدار في النيابة عنه بقلعة الجبل والصاحب بهاء الدين وجعلهما في خدمة ولده الملك السعيد . واستصحب معه الصاحب زين الدين أحمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب بهاء الدين وزير الصحبة ، وهي أول سفرة سافرها صحبته ، واستصحب أكثر كتاب الإنشاء ، وفوض في هذا اليوم نظر الجيوش للقاضي عز الدين إبراهيم بن الوزير الأعز فخر الدين مقدام بن شكر ، والشهادة به للقاضي شمس الدين الأرمني ، واستصحبها صحبته .