كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 225 """"""
ثم رحل يوم السبت ثاني عشرين الشهر وصحبته أمراء الروم ، وسار فما مر بمملكة إلا واستصحب عسكرها وخزائنها وأسلحتها ، وكان وصوله إلى دمشق في يوم الأربعاء سابع عشر شوال ، وخرج منها متوجها إلى حلب في يوم السبت العشرين من الشهر ، وكان وصوله إلى حلب في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة ، وخرج منها في يوم الخميس ثاني الشهر إلى حيلان فترك بها بعض الثقل ، وتقدم إلى الأمير نور الدين علي بن مجلي نائب السلطة بحلب أن يتوجه إلى الساجور ، ويقيم على الفرات بمن معه من عسكر حلب ، لحفظ معابر الفرات ، خشية أن يعبر منها أحد من التتار إلى الشام . ووصل إلى الأمير نور الدين ، الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا .
ولما اتصل خبر نزول هذا الجيش بالتتار المقدمين بالعراق جهزوا إليهم جماعة من عرب خفاجة لينالوا من العسكر غرة ، فاتصل خبرهم بالأمير نور الدين " نائب حلب وهو على الفرات " فركب إليهم وقاتلهم وهزمهم ، وأخذ منهم ألفا ومائتي جمل . ورحل السلطان من حيلان يوم الجمعة ثالث الشهر إلى عين تاب ثم إلى دلوك ، ثم إلى مرج الديباج ثم إلى كينوك ، ثم رحل منها إلى كراصوا ، ثم إلى أقجا دربند ، فوصله يوم الثلاثاء سابع الشهر فقطعه في نصف نهار ، وبات في وطأة هناك . وقدم الأمير شمس الدين سنقر الأشقر في جماعة من العسكر جاليشا ، فوقع على ثلاثة آلاف فارس من التتار مقدمهم كرأي ، فهزمهم وأسر منهم وقتل ، وذلك في يوم الخميس تاسع الشهر . ثم ورد الخبر على السلطان أن عسكر المغل ومقدمهم تتاون وعسكر الروم ومقدمهم " معين الدين " البرواناه قد قربوا من العسكر ، فرتب السلطان وطلعت العساكر على جبال مشرفة على صحراء هوني من بلد أبلستين ، وكان العدو في تلك الليلة قد بات على نهر جهان ، وهو نهر جيحان ، فأقبل المسلمون من علو الجبل ، وترتبت المغل أحد عشر طلبا بمفرده " لئلا يكون مخامرا عليهم " .