كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 227 """"""
قال القاضي محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر في السيرة الظاهرية : وأما البرواناه فإنه شمر الذيل وامتطى هربا أشهب الصبح وأحمر الشفق وأصفر الأصيل وأدهم الليل ، ودخل قيسارية في وقت السحر من يوم الأحد ثاني عشر الشهر ، فأفهم سلطانها غياث الدين كيكاوس بن كيخسرو والصاحب فخر الدين وزيرها ، والأتابك مجد الدين والأمير جلال الدين المستوفي ، والأمير بدر الدين ميكائيل النائب ، والطغرائي وهو ولد أخي البرواناه : أن جيش الإسلام كسر بعض المغل ، وأن بقية المغل انهزموا ويخشى أن يدخل المغل قيسارية ويقتلون من بها حنقاً على الإسلام ، فأخذهم وأخذ زوجته بنت غياث الدين صاحب أرزن الروم ، وتوجهوا كلهم إلى توقات . ولهذه كرجي خاتون " امرأة البرواناه " أربعمائة جارية استصحبن معها . وكانت أم هذه كرجي خاتون ملكة الكرج .
وتوقات مكان حصين مسيرة أربعة أيام من قيسارية .
وجرد السلطان الأمير شمس الدين سنقر الأشقر بجماعة لإدراك من انهزم من المغل ، والتوجه أمامه إلى قيسارية ، وكتب بتأمين أهلها . فمر بفرقة من التتار معهم البيوت ، فأخذ عنهم جانبا . وحال بينهم الليل ، فمر كل منهم في جهة .
ورحل السلطان يوم السبت حادي عشر الشهر من مكان المعركة ونزل قريبا من قرية رمان ، وهي قريب الكهف والرقيم حقيقة كما نقل ، لا ما يقال إن الكهف والرقيم من عمل بيسان والبلقاء .
وقرية رمان هذه بيوتها مبنية حول سن جبل قائم كالهرم ويطوف بها جبال كأنها أسوار ، ويخرج منها أنهار عليها قناطر لا تسع غير راكب . واشتدت الأمطار ، ثم سار بكرة النهار إلى الليل ، ونزل بوطأة من أعمال صاروس العتيق ، وبقربها معدن الفضة . فأتى السلطان مخبر أن التتار في فجوة هناك بالعساكر فعاقته كثرة الأمطار فعاد وبات في تلك المنزلة . واصبح فسلك جبالا وعرة ، ومر على قرية أوترال ومنها إلى خان قريب من حصن سمندو ، وكان السلطان قد سير كتابا إلى نائبها ، فقبله وأذعن إلى النزول عنها إن أمره السلطان ، فشكره وأحسن إليه ، وكذلك متولي قلعة درندا ، ووالى دوالوا ، أجابوا كلهم إلى الطاعة . ثم نزل

الصفحة 227