كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 231 """"""
علاء الدين كيخسروا بن السلطان عز الدين كيقباذ " أنسيت تربيتي لك وحملك على كتفي ؟ " وليكن ذلك بمشهد من العامة ، فلما فعل ذلك وسمعت العامة ما دار بين الرجل والشاب ازدحموا عليه ، وإذا جماعة من التركمان كان قد رتب معهم أنهم إذا رأوا العامة قد أحدقوا به فيأخذونه من بين أيديهم ويحملونه إلى الأمير شمس الدين محمد بك ، ففعلوا ذلك ، فلما رآه أقبل عليه وضمه إليه ، وعقد له لواء السلطنة وحمل االصناجق على رأسه ، وذلك في الرابع عشرين ذي الحجة ، فلما رأى أهل قونية ما فعلوه حملتهم المحبة في آل سلجوق على متابعتهم ، ثم نازلوا القلعة ، فامتنع من فيها من تسليمها ، فحاصروها ، ثم تقرر بينهم الصلح على تسليمها ويعطى من فيها سبعون ألف درهم ، فدخلوها وأجلسوا علاء الدين فيها على تخت الملك ، ثم بلغ ابن قرمان والتركمان أن تاج الدين محمدا ، ونصرة الدين محمود ، ابنا الصاحب فخر الدين خواجا على ، قد حشدا وقصداهم ، فسار " ابن قرمان " إليهما وعلاء الدين معه ، فالتقوا على آمد شهر ، فكسرها وقتلهما ، وقتل خواجا سعد الدين يونس بن سعد الدين خسرو بك بن شمس الدين يوناس بكلارتسي ، وأخذوا رؤوسهم وعادوا بهم إلأى قونية في آخر ذي الحجة . واستمروا بقونية إلى ان دخلوا سنة ست وسبعين وستمائة ، فبلغهم أن أبغا وصل بعد خروج الملك الظاهر من الروم إلى مكان الوقعة ، فرحلوا عن قونية إلى جبالهم . وكانت مدة مقامهم بقونية سبعة وثلاثين يوما .
ذكر وصول أبغا إلى بلاد الروم ومشاهدته مكان الوقعة وما فعله بأهل الروم من القتل والنهب
كان البرواناه معين الدين لما تمت الهزيمة على التتار وعليه ، قد كتب إلى أبغا يستنصر به ويستحثه على الوصول إلى بلاد الروم ، فتوجه أبغا إلى الروم ، ولما شارف

الصفحة 231