كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 239 """"""
عند باب القلعة وسحبوه إلى الدور وضربوه ونتفوا لحيته ، وذلك في يوم السبت ثامن عشر ربيع الآخر ، واعتقل فلم يلبث إلا قليلا ومات .
ثم أفرج عن الأمير شمس الدين سنقر الأشقر وبدر الدين بيسرى في يوم السبت ثاني جمادى الأولى وخلع عليهما وأعادهما إلى ما كانا عليه .
ثم قبض على خاله الأمير بدر الدين محمد بي بن الأمير حسام الدين بركة خان في يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة ، واعتقله بقلعة الجبل ، فغضبت أخته والدة السلطان لذلك ، وأنكرته على ابنها ، فأفرج عنه في ليلة الثلاثاء خامس عشرين الشهر وخلع عليه وأعاده إلى ما كان عليه . وشرع في خلال ذلك في تقديم مماليكه وترجيحهم وسماع آرائهم .
قال : ولما صدرت منه هذه الأفعال اجتمع الأمراء وتشاورا ، وقصدوا أن يتوجهوا إلى الشام ، ثم رجعوا عن ذلك وبعثوا إلى السلطان وقد اجتمعوا في يوم الخميس ، وامتلأت بهم القلعة ، وأنكروا فعله ، وحذروه عاقبة ما يطرق إليه ، فلاطفهم وحلف لهم أنه لا يريد بهم سوءا ، وتولى الأمير بدر الدين الأيدمري اليمين ، فسكنت خواطرهم ، واستقر الحال مدة لطيفة .
وكان السلطان لما قبض على الأمير شمس الدين آفسنقر الفارقاني رتب في النيابة بعده الأمير شمس الدين آفسنقر الألفي المظفري ، فلم يرضه الخاصكية لأنه غير ظاهري . واتفق أنه ولى خوشداشه الأمير علم الدين سنجر المظفري ، المعروف بأبي خرص ، نيابة المملكة الصفدية ، وزاده على إقطاع النيابة نواحي من الخاص السلطاني ، وهي أريحا وكفرين ونمرين من الغور ، فأوهموا السلطان منه وزعموا أنه يقصد إقامة المظفرية ولا تؤمن غائلته ، فعزله عن قريب ، وولى الأمير سيف الدين كوندك الساقي نيابة السلطنة " لأنه ربى معه في المكتب " وقيل إن ولايته كانت في سنة سبع وسبعين . ولما فوضت إليه النيابة أمر الوزير الصاحب بهاء الدين أن يجلس بين يديه وألا يوقع إلا بأمره .
وتقدم من المماليك السعيدية الأمير حسام الدين لا جين الزيني ، وانضم إليه