كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 244 """"""
القامة ، كث اللحية ، في لسانه عجمة سامحه الله وإيانا .
وفيها : كانت وفاة الأمير جمال الدين أقش المحمدي الصالحي بالقاهرة في ليلة الخمسين ثالث عشر ربيع الأول ودفن من الغد بتربته بالقرافة الصغرى ، وقد ناهز سبعين سنة . وكان السلطان قد نقم عليه وحبسه مدة ثم أفرج عنه وأعاده إلى الإمرة ، وكان رحمه الله تعالى عديم الشر .
وفيها : توفي الأمير عز الدين أيبك الدمياطي الصالحي النجمي أحد الأمراء الأكابر المقدمين ، وكان السلطان الملك الظاهر قد اعتقله كما تقدم ثم أفرج عنه ، وكانت وفاته بالقاهرة في ليلة الاربعاء تاسع شعبان ، ودفن بتربته التي أنشأها بين القاهرة ومصر ، المجاورة لحوض السبيل المعروف به ، وقد ناف على سبعين سنة ، وكان كريما جدا ، له مروءة تامة ، رحمه الله تعالى .
وفيها : توفي الأمير عز الدين أيدمر العلائي ، وكان ينوب عن السلطنة في قلعة صفد فجرى بينه وبين النواب مفاوضة أدت إلى أن طلب الدستور من السلطان لينهي مصالح ، فأذن له فجضر إلى الديار المصرية فأدركته منيته ، فتوفى في ليلة الأربعاء سابع عشر شهر رجب ، ودفن في يوم الأربعاء بالقرافة الصغرى . كان عفيفا أمينا محبا للعلماء والفقراء ، وهو أخو الأمير علاء الدين أيدكن الصالحي العمادي ، رحمه الله تعالى .
وفيها : توفي الأمير شمس الدين بهادر المعروف بابن صاحب صهيون ، وكان قد قدم إلى خدمة السلطان الملك الظاهر قبل وفاته بثلاثة سنين ، فأحسن إليه وأكرمه ، وكانت وفاته بالقاهرة في ليلة الأحد العشرين من شعبان ، ودفن من الغد بتربته التي أنشأها خارج باب النصر ، وقد ناف على أربعين سنة ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، كانت وفاة الملك القاهر بهاء الدين أبي محمد عبد الملك بن الملك المعظم شرف الدين عيسى بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب ، فجأه في يوم السبت خامس عشر المحرم من غير مرض ، بل كان راكبا بسوق الخيل بدمشق فاشتكى ألما في فؤاده ، فعاد إلى منزل كريمته زوجة الملك الزاهذ مجير الدين داود بن صاحب حمص ، فأدركته منيته ، فمات عند دخوله إليها ، وقيل أنه مات في باب الدار قبل الدخول إليها ، ودفن بسفح قاسيون . وكان مولده في سنة اثنتي وعشرين وستمائة ، وكان رحمه الله تعالى رجلا جيدا شجاعا بطلا مقداما ،

الصفحة 244