كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 247 """"""
واستهلت سنة سبع وسبعين وستمائة
ذكر توجه السلطان إلى الشام وإقامته بدمشق وتجريد العساكر
في هذه السنة : توجه الملك السعيد إلى الشام وصحبته أخوه الملك المسعود نجم الدين خضر ، ووالدته ابنة الأمير حسام الدين بركة خان ، واستصحب الأمراء والعساكر . وكان رحيله من قلعة الجبل في ذي القعدة ، ووصل إلى دمشق في يوم الثلاثاء خامس ذي الحجة من السنة . ولما حل ركابه بدمشق أمر بأبطال الجبايات والمظالم التي كانت حدثت في الدولة الظاهرية ، فاستبشر الناس بذلك .
ولما استقر السلطان لدمشق جرد العساكر المصرية والشامية ، وجرد الأمير سيف الدين قلاون الألفي الصالحي في عشرة آلاف ، وأمره أن يتوجه إلى جهة سيس ، وجرد الأمير بدر الدين بيسرى الشمسي في عشرة آلاف وأمره أن يتوجه إلى قلعة الروم ، وأقام هو بدمشق في مماليكه وخواصه ، ونائبه الأمير سيف الدين كوندك . وأقام بدمشق من الأمراء الأكابر الأمير شمس الدين سنقر الاشقر ، والأمير علم الدين سنجر الحلبي ، وكان السلطان قد أفرج عنه بعد وفاة والده الملك الظاهر وأحسن إليه .
قالوا : نوأراد السلطان بتجريد الأمراء الأكابر وإبعادهم عنه أن يتمكن في غيبتهم من التدبير عليهم ، وعزم أنهم إذا عادوا قبض عليهم وأقطع أخبازهم لمماليكه ، وظن أن ذلك يتم له ، والمقادير بخلاف ظنه . فتوجه الأمراء إلى الغزاة " وفي نفوسهم من ذلك إحن " وكان من أمرهم عند عودهم ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر أمر شاد الدواوين
وفي هذه السنة في رابع عشرين ذي الحجة : حصل بين الأمير بدر الدين بكتوت الأقرعي شاد الواوين بدمشق ، وبين نائب السلطنة بها ، مفاوضة أدت إلى شكواه إلى السلطان فانتصر الأمراء لنائب السلطنة ، فرسم بتفويض شاد الدواوين بالشام إلى