كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 250 """"""
وكان متمكنا من السلطان الملك الظاهر ، يصرح باعتقاد بركته ، حتى رام جماعة من الأمراء الأكابر خوشداشية السلطان أذاه عند السلطان وذكر معايبه في أوقات ، فكان السلطان إذا تنسم ذلك منهم أو من أحد بادره السلطان بذكر محاسنه وأنه في بركته ، فيقف من يقصد أذاه عن ذلك . ولما مات وصل الخبر إلى السلطان وهو بمنزلة الكسوة ، فأمر بإيقاع الحوطة على الصاحب تاج الدين ولد وولده ، وكان صحبته ، وأخذ خطه بمائة ألف دينار ، وأرسله إلى مصر ، ورسم أن يستخرج من أخيه الصاحب زين الدين مائة ألف دينار ، ومن الصاحب عز الدين بن الصاحب محيي الدين مائة ألف دينار . وفوض السلطان وزارته للصاحب برهان الدين الخضر السنجاري ، وفوضت وزارة الصحبة للصاحب فخر الدين إبراهيم بن لقمان صاحب ديوان الإنشاء في هذا التاريخ ودخل إلى دمشق متوليا .
ذكر وفاة مجد الدين عبد الرحمن بن الصاحب كمال الدين عمر بن العديم
وفيها : توفي القاضي مجد الدين " أبو محمد " عبد الرحمن بن الصاحب كمال الدين عمر بن العدين قاضي الحنفية بدمشق ، وكانت وفاته بدمشق في يوم الثلاثاء سادس شهر بيع الآخر ، ومولده بحلب في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وستمائة . وكان رجلا دينا صالحا فاضلا لطيفا ، وتولى تدريس المدرسة الظاهرية بالقاهرة كما تقدم ، وخطابة الجامع الظاهري بظاهر القاهرة ، ثم نقل إلى قضاء دمشق كما تقدم . ولما مات فوض قضاء القضاة الحنيفة بدمشق لقاضي القضاة الشيخ صدر الدين أبي الربيع سليمان بن أبي العز بن وهيب الحنفي ، وكان قاضي القضاة الحنفية بالديار المصرية ، وتوجه في الصحبة الظاهرية إلى غزوة الروم ، فلما عاد واتفقت وفاة السلطان سأل أن يكون مدرسا بدمشق ومجاورا لتربة السلطان ففوض إليه تدريس المدرسة الظاهرية بدمشق ، وكان ابتداء جلوس المدرسين بها في ثالث صفر من هذه السنة ، وولى تدريس الشافعية بها الشيخ رشيد الدين الفارقي ، واستمر القاضي صدر الدين في القضاء أربعة أشهر ومات . وكانت وفاته بدمشق في ليلة الجمعة سادس شعبان ، ودفن بسفح قاسيون بتربته وكان له ، رحمه الله ، التصانيف المفيدة في مذهبه ، ولما مات فوض الاقضاء بعده بدمشق لقاضي القضاة حسم الدين الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان قاضي ملطية ، وكان قد حضروا إلى الشام صحبة السلطان الملك