كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 252 """"""
الخاصكية وأوسع في العطاء لهم ، فاتفق إنه أنعم على بعضهم بألف دينار ، فتوقف النائب في إمضاء المرسوم ، فاجتمع المنعم عليه بيقيه خواشدشيته وعرفهم ذلك ، فاجتمعوا وحضروا إلى الأمير سيف الدين كوندك وأسمعوه ما يكره ، ودخلوا إلى السلطان وصمموا على عزله ، فأجابهم إلى ذلك . فخرجوا إليه ليوقعوا به ويقبضوا عليه أو يقتلوه . وكان ذلك بحضور الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، فمنعهم من ذلك وأخذه وضمه إليه . فخرج منشور السلطان له في اليوم الثاني بإمرة أربعين فارسا بحلب ، فاستمر عند الأمير شمس الدين سنقر الأشقر سبعة أيام . ووردت الأخبار بعود الأمراء .
ذكر عود الأمراء من الغزاة وظهور الوحشة والمنافرة بينهم وبين السلطان الملك السعيد وتوجيههم إلى الديار المصرية
قال : ولما عاد الأمراء من الغزاة وقصدوا العبور إلى دمشق ، أرسل إليهم الأمير سيف الدين كوندك يخبرهم بجلية الخبر ويعلمهم بما تقرر سرا . ثم ركب وخرج إليهم وتلقاهم ، واجتمع بالأمير سيف الدين قلاون الألفي ، وبدر الدين بيسرى الشمسي ، وتحدث معهما فأقاما بالمرج بمن معهما من الأمراء ولم يعبرا " إلى " دمشق ، وسير إلى السلطان يقولان له : " إن الأمير سيف الدين كوندك حضر إلينا وشكى من لاجين الزيني شكاوي كثيرة ، ولا بد لنا من الكشف عنها ، فييسره السلطان إلينا لنسمع كل منهما وننصف بينهما " . فلم يعبأ " السلطان " بقولهما ، وكتب إلى الأمراء الظاهرية التي معهما أن يفارقوهما ويعبروا إلى دمسق . فوقع القاصد بالكتب إلى الأمير سيف الدين كوندك فأحضره إلى الأمراء وأوقفهم على الكتب ، فتحققوا سوء رأيه فيهم . ورحلوا من وقتهم من المرج ونزلوا بالجسورا وأظهروا الأمور الدالة على الخلاف . وندم السلطان وبعث الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، والأمير شمس الدين سنقر التكريتي الظاهري استاد الدار إليهم ، وتلطف بهم وقصد رجوعهم ، فما وافقوا على الرجوع . ثم خرجت إليهم والدة السلطان إلى منزلة الكسوة ، واجتمعت

الصفحة 252