كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)
"""""" صفحة رقم 253 """"""
بالأمراء وسألتهم الرجوع فما رجعوا . وساروا إلى الديار المصرية ، فوصلوا إليها ونزلوا تحت الجبل في شهر ربيع الآخر ، فاتصل بالأمراء المقيمين بالقلعة قدومهم ، وكان بها الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي أمير جاندار ، والأمير علاء الدين أقطوان الساقي ، وسيف الدين بلبان الزريقي ، فتقدموا إلى متولي القاهرة بغلق أبوابها فغلقت ، وبنى خلف أكثرها الحيطان . فأرسلوا إلى الأمراء الذين بالقلعة في فتح الأبواب ليعبر العسكر إلى بيوتهم ، فنزل الأمير عز الدين الأفرم ، والأمير علاء الدين أقطوان إلى الأمراء ليجتمعا بهم ، فقبض عليهما الأمير سيف الدين كوندك ، وأرسل الأمراء ففتحوا أبواب المدينة . ودخل الناس إلى بيوتهم بأثقالهم . ولما قبض على الأمير عز الدين الأفرم وعلاء الدين أقطوان نقلان إلى دار الأمير سيف الدين قلاون بالقاهرة . وأغلق الأمير سيف الدين بلبان الزريقي أبواب القلعة واستعد للحصار .
ذكر وصول السلطان إلى قلعة الجبل وما كان من أمره إلى أن انخلع من السلطنة
قال المؤرخ : ولما رأى السلطان توجه الأمراء إلى الديار المصرية وانفرادهم عنه ، جمع من كان بدمشق من بقايا العسكر المصري والعساكر الشامية ، واستدعى العربان وأنفق الأموال فيهم بدمشق ، وسار إلى الديار المصرية . وكان رحيله من دمشق في يوم الجمعة ثاني شهر ربيع الآخر ، وسلم قلعة دمشق إلى الأمير علم الدين سنجر الدوداري وجعله نائبا إلى حين عود الأمير عز الدين أيدمر النائب ، فلما وصل السلطان إلى غزة تسلل أكثر العربان وتفرقوا ، ولم يصل إلى بلبيس ومعه من العسكر الشامي إلا اليسير . فأعطى من بقي منهم دستورا ، فعادوا صحبة الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب الشام ، وكان وصولهم في مستهل جمادى الأول . وكان الأمير سيف الدين قلاون لما عاد من غزاة سيس جرد من العسكر الشامي بحلب الأمير ركن الدين بيبرس العجمي الجالق الصالحي ، والأمير عز الدين أزدمر العلائي ، والأمير شمس الدين قراسنقر المعزي ، والأمير جمال الدين أقش الشمسي وغيرهم من نحو ألفي فارس ، فلما اتصل بهم خبر هذا الاختلاف رجعوا إلى دمشق في شهر ربيع الآخر وقدموا عليهم الأمير جمال الدين أقش الشمسي . ووصل الأمير عز الدين أيدمر النائب بالشام إلى دمشق هو ومن معه فخرج الأمراء الذين وصلوا من حلب يتلقونه . فلما التقوه سبه الأمير ركن الدين الجالق والأمير عز الدين أزدمر العلائي وقالا له : " كيف