كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 3 """"""
سنة ثمان وخمسين وستمائة
ذكر أخبار السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي
وهو الرابع من ملوك دولة الترك بالديار المصرية المحروسة ، وهو تركي الجنس من قبيلة البرلي ، ملك الديار المصرية والبلاد الشامية في يوم السبت المبارك الخامس عشرمن ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة ، وكان ذلك بمنزلة القصير من منازل الرمل ، في اليوم الذي قتل فيه السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز المعزى .
وذلك أنه لما قتل الملك المظفر ساق الأمراء إلى الدهليز ونزلوا به ، وجلسوا كلهم دون طراحة السلطنة ، وتشاوروا فيمن يملكونه عليهم ، فوقع اختيارهم عليه . ويقال إن الأمير فارس الدين أقطاى المستعرب الصالحي الأتابك قال في ذلك المجلس : " ينبغي ألا يلي السلطنة إلا من خاطر بنفسه في قتل السلطان وأقدم على هذا الأمر العظيم " فقال الملك الظاهر : " أنا قتلته " ووثب وجلس على طراحة السلطنة ،

الصفحة 3