كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 4 """"""
فبايعه الأمير فارس الدين المذكور ، وحلف له ، ثم الأمير سيف الدين بلبان الرشدي ، ثم الأمراء على طبقاتهم . ثم قال له الأمير فارس الدين الأتابك : " إن السلطنة لاتتم لك إلا بدخولك إلى قلعة الجبل " ، فركب لوقته ، وركب معه الأمير فارس الدين الأتابك ، و الأميرسيف الدين قلاون الألفي ، والأمير بدر الدين بيسرى الشمسي ، ومماليكه وخواصه .
وتوجه " بيبرس " إلى قلعة الجبل ، ورتب في مسيره إليها أرباب الوظائف : فرتب الأمير جمال الدين أفش النجين الصالحي استاد دارا ، والأمير عز الدين أيبك الأقرم الصالحي أمير جاندار ، والأمير حسام الدين لاجين الدرفيل ، والأمير سيف الدين بلبان الرومي في الدوادارية ، والأمير بهاء الدين أمير آخور على عادته . ولقيه في طريقه الأمير عز الدين إيدمر الحلى ، وكان ينوب عن الملك المظفر بقلعة الجبل ، وقد خرج لتلقيه ، فأعلمه الملك الظاهر بما اتفق ، وعرض عليه أن يحلف ، ثم تقدم " إيدمر " إلى القلعة واجتمع بمن بها ، ووعدهم عن السلطان المواعيد الجميله فأجابوه ، ولم يزل على باب القلعة إلى أن وصل السلطان إليها ، فدخلها ليلا وتسلمها . ويقال إنه لما ملك " بيبرس " تلقب بالملك القاهر ووصل إلى قلعة الجبل ولقبه ذلك ، فأشار الصاحب زين الدين بن الزبير بتغيير هذا اللقب ، وقال إنه ما لقب به أحد فأفلح لقب به القاهر بن المعتضد فلم تطل وخلع وسمل .
ولقب به صاحب الموصل فسم . فنقل السلطان لقبه إلى الملك الظاهر والله أعلم .
قال المؤرخ وكانت القاهرة ومصر قد زينتا لقدوم الملك المظفر ، والناس في سرور لمقدمه إثر هذا النصر العظيم ، فلم يرعهم إلا ومناد ينادي : " معشر الناس ، رحمكم الله ، ترحموا على الملك المظفر ، وادعوا لسلطانكم الملك الظاهر ركن الدين " فوجم الناس لذلك ، وتألموا خوفا من شدة البحريه وما كانوا يعتمدونه من

الصفحة 4