كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
فأما ما كان من الأخبار والحوادث في مقر ملكه بالديار المصرية
فمن ذلك ركوب السلطان من قلعة الجبل في يوم الإ ثنين سابع صفر من السنة بشعار السلطنة ، وساق خارج المدينة إلى باب النصر ودخل منه ، وشق القاهرة وخرج من باب زويلة إلى قلعة الجبل ، والأمراء وأعيان الدولة مشاة في خدمته .
ومنه تفويض وزارة الدولة إلى الصاحب بهاء الدين .
ذكر تفويض الوزارة إلى الصاحب الوزير بهاء الدين علي بن القاضي سديد الدين أبي عبد الله محمد بن سليم المعروف بابن حنا
في هذه السنة ، فوض السلطان إليه وزارة دولته وخلع عليه ، وركب في خدمته الأعيان والأكابر ، والأمير سيف الدين بلبان الرومي الداودار ، وجماعة من الأمراء ، وذلك في يوم الإثنين ثامن شهر ربيع الأول وقبيل ثانية ، وتمكن " الصاحب بهاء الدين " من السلطان ودولته تمكنا عظيما . وحكى لي بعض الأكابر الثقات " أن " الصاحب بهاء الدين رأى في منامه قبل وزارته أنه ذبح السلطان الملك الظاهر ، فقص ذلك على من يثق به ممن له معرفة بالتعبير ، فقال له : " تتمكن منه تمكن الدابح من المدبوح " . وكان منه في أقرب منزلة وأعز مكانة .
ذكر القبض على جماعة من الأمراء المعزية
وفي شهر ربيع الأول أيضا ، قبض السلطان على جماعة من الأمراء المعزية وسبب ذلك أنه حضر إلى السلطان أحد أجناد الأمير عز الدين الصيقلي وأنهى أن مخدومه فرق جملة من الذهب على جماعة ، وقرر معهم الوثوب على السلطان وقتله ، وكذلك الأمير علم الدين الغتمي ، والأمير سيف الدين بهادر المعزى ، والأمير شجاع الدين بكتوت وغيرهم . فقبض عليهم ، ثم قبض على الأمير بهاء الدين بغدى الأشرفي ، في شهرربيع الآخر ، واعتقله فلم يزل في اعتقاله حتى مات .

الصفحة 6