كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 30)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
القمود ، واعل همتك في نظم ما يتبدد له من العقود . واجتهد في أمره الاجتهاد الذي يرفل منه في ضافي البرود ، ومتع الخلائق بأيام بيض من أحكامك غير سود ، ففيك من السؤدد ما ينقاد به المفاخر ، ومن الأوصاف الجميلة ما تتميز به على الأوائل وأن جئت في الزمن الآخر .
وقد قررنا لك من الجامكية والجراية نظير ما كان مقررا لمن تقدمك ، وهو في كل شهر أربعون دينارا صرف أربعين وستمائة وستة وستون درهما ناصرية وثلثان وخمسة وعشرون أردبا غلة نصفين . فليوصل ذلك إليه على تمامه وكماله عند وجوبه واستحقاقه ، بعد العلامة الشريفة أعلاه إن شاء الله تعالى .
وكتب في السابع عشر من جمادى الأولى سنة تسعة وخمسين وستمائة . الحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد نبيه ، وآله وصحبه الظاهرين وسلامه .
وعين جهة الجامكية على الجوالي بالديار المصرية ، والغلة على الأهراء المباركة بمصر المحروسة .
واستمر " الصاحب تاج الدين " في قضاء بجميع الديار المصرية ، إلى شوال من السنة ، فاقتطع منه قضاء مصر والوجه القبلي ، وفوض ذلك إلى القاضي برهان الدين الخضر بن الحسن بن علي الخضر السنجاري في ثالث شوال ، ثم عزل " برهان الدين الخضر " وأعيد قاضي القضاة تاج الدين بتقليد سلطاني تاريخه الثامن من صفر سنة ستين وستمائة . وقد شاهدت هذا التقليد ووقفت عليه .
ذكر ما اعتمده السلطان في ابتداء سلطنته ورتبه من المصالح وقرره من القربات والأوقاف والعماير
كان ما ابتدأ به ، رحمه الله تعالى وعفا عنه وأنابه ، عمارة الحرم الشريف النبوي وسنذكره .

الصفحة 9