كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
الأشقر عطفها . فكتب السلطان إلى الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، وكتب إليه أيضاً الأمراء خوشداشيته ، يقبحون عليه فعله ، ويحضونه على الرجوع إلى الطاعة . وتوجه بالكتب الأمير سيف الدين بلبان الكريمي العلائي خوشداشة ، فوصل إلى دمشق في ثامن المحرم سنة تسع وسبعين وستمائة . فخرج إليه سنقر الأشقر ، وتلقاه وأنزله عنده ، بقلعة دمشق وأكرمه . ومع ذلك ، لم يصغ إلى قوله ، ولا رجعل إلى ما أشار به خوشداشيته .
قال : ولما وصل كتاب سنقر الأشقر إلى الأمير عز الدين الأفرم ، رجع إلى غزة . وعاد الأمير بدر الدين الأيدمري من الشوبك ، بعد أخذها ، على ما نذكره ، إن شاء الله تعالى ، فاجتمعا على غزة .
وجمع سنقر الأشقر العساكر ، من حلب وحماه وحمص . واستدعى علي الكبكي من صفد ، والعربان من البلاد ، وجهز جماعة من عسكر الشام ، وقدم عليهم الأمير شمس الدين قراسنقر المعزي ، فتوجه إلى غزة . والتقوا هم والعسكر المصري . فانكسر عسكر الشام ، وأسر جماعة من أعيان الأمراء ، منهم بدر الدين كنجك الخوارزمي ، وبهاء الدين يحك الناصري ، وناصر الدين باشقرد الناصري ، وبدر الدين بيليك الحلبي ، وعلم الدين سنجر التكريتي ، وسنجر البدري ، وسابق الدين سليمان صاحب صهيون ، وسُيّروا إلى السلطان ، فأحسن إليهم ، وخلع عليهم ، ولم يؤاخذهم .
ذكر تجريد العساكر إلى دمشق ، وحرب سنقر الأشقر وانهزامه وإخلائه دمشق ، ودخول العسكر المصري إليها
قال : ولما وصل خبر الكسرة ، إلى الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، المنعوت بالملك الكامل ، بدمشق ، أخذ في الاهتمام وجمع العساكر . وكتب إلى الأمراء الذين بغزة ، من جهة الملك المنصور ، يعدهم ويستميلهم ، وعين لكل منهم قلعة . وعسكر بظاهر دمشق . فجرّد السلطان ، الأمير علم الدين سنجر الحلبي ، والأمير بدر

الصفحة 10