كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 101 """"""
الأمير علم الدين سنجر الشجاعي ، عن الوزارة ، وصادره وأخذ أمواله . وكان سبب ذلك ، أن النجيب المعروف بكاتب بكجري ، أحد مستوفي الدولة ، برز له ، وانتدب لمرافعته ، بموافقة تقي الدين بن الجوجري ، ناظر الدواوين ومباطنته له ، وحاققه بين يدي السلطان . وكان من جملة ما حاققه عليه ، وأغرى السلطان به ، أنه قال للسلطان بحضوره ، إنه أباع جملة من الرماح والسلاح ، الذي كان في الذخائر السلطانية للفرنج . فاعترف الأمير علم الدين بذلك . وقال نعم أنا بعته بالغبطة الوافرة ، والمصلحة الظاهرة . فالغبطة أني أبعتهم من الرماح والسلاح ، ما عتق وفسد ، وقلّ الانتفاع به ، وبعته بأضعاف قيمته . والمصلحة ، ليعلم الفرنج أنا نبيعهم السلاح هواناً بهم ، واستحقاراً لأمرهم ، وعدم مبالاة بهم . فكاد السلطان يصغي إلى ذلك . فأجابه النجيب عن ذلك ، بأن قال له يا مكثل ، الذي خفي عنك أعظم مما لمحت هذا الكلام ، الذي صورته أنت بخاطرك ، وأعددته جواباً . وإنما الفرنج والأعداء لا يحملون بيع السلاح لهم ، على ما ظننت أنت وزعمت . وإنما الذي يشيعونه بينهم وينقله الأعداء إلى أمثالهم ، أن يقولوا ، قد احتاج صاحب مصر ، حتى باع سلاحه لأعدائه ، أو ما هذا معناه من الكلام . فعند ذلك احتد السلطان عليه ، غاية الاحتداد ، واشتد غضبه ، وأمر بمصادرة الأمير علم