كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 102 """"""
الدين ، على جملة كثيرة من الذهب ، وألزمه أن لا يبيع فيما طلب منه ، شيئاً من خيله وسلاحه ولا من عدة الإمرة ورختها ، وأنه لا يحمل المطلوب منه إلا عيناً ، ففعل ذلك . وبلغ السلطان ، أن الأمير علم الدين قد ظلم الناس وصادرهم ، وأن في اعتقاله جماعة كثيرة ، قد مرّ عليهم شهور وسنون ، وباعوا موجودهم ، وصرفوه في أجرة المترسمين عليهم . واحتاج بعضهم إلى أن استعطى من الناس بالأوراق . فرسم السلطان للأمير بهاء الدين بُعدي الدوادار ، أن يكشف أمر المصادرين ، ويطالع السلطان به . فخرج إليهم وسألهم ، فذكروا ما هم فيه من الضرورة والفاقة ، فأعلم السلطان بخبرهم . فرسم للأمير حسام الدين طرنطاي بالكشف عنهم ، فأفرج عن جميعهم . ثم أفرج عن الأمير علم الدين في يوم الأربعاء ، تاسع شهر ربيع الآخر من السنة .
ولما عزل السلطان الأمير علم الدين عن الوزارة ، فوضها السلطان للأمير بدر الدين بيدرا ، في يوم الثلاثاء سابع شهر ربيع الأول في السنة . ثم فوضت الوزارة لقاضي القضاة ، تقي الدين عبد الرحمن ابن بنت الأعز ، في يوم الخميس التاسع عشر من شهر ربيع الآخر ، مضافة إلى ما بيده من قضاء القضاة ، ونظر الخزائن . ولم يترك نظر الخزانة ، فربما جلس في اليوم الواحد في دست الوزارة ، ومجلس الحكم ، وديوان الخزانة . واستمر على ذلك مدة يسيرة ، ولم يوف منصب الوزارة حقه العادي ، لتمسكه بظاهر الشرع الشريف . ثم توفر من الوزارة ، وفوضت للأمير بدر الدين بيدرا المنصوري ، وكان أمير مجلس السلطان ، ثم نقل إلى الاستادارية ، ثم إلى الوزارة ، واستقر كذلك إلى آخر الدولة المنصورية .

الصفحة 102