كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 103 """"""
وفيها ، في ليلة يسفر صباحها عن يوم الإثنين سادس عشر ربيع الأول ، وقع الحريق في خزائن السلاح والمشهد الحسيني بالقاهرة ، ثم طفئ . وفيها ، بنى السلطان الملك المنصور بابنة الأمير شمس الدين سنقر التكريتي الظاهري ، وأفرج عن والدها من الاعتقال ، وأمّره بالشام . ثم فارقها السلطان ، فقيل في سبب فراقه لها ، إن والدها زوج أختها من أحد مماليكه ، فكره السلطان ، وأنف منه ، وفارقها بسببه . وقيل ، بل تعاطت نوعاً من الكبر وأقامت لها من الجواري سلاح دارية وجمدارية وسقاة وغيرهن ، مما يتعلق بالسلطنة ، ففارقها السلطان لذلك . ولما انقضت عدّتها ، أمر السلطان أن تزوج لأردى أولاد الأمراء سيرة ، نكاية لها . فكشف عن سير أولاد الأمراء ممن اشتهر بسوء السيرة ، فوق الاتفاق على جمال الدين يوسف بن سنقر الألفي ، فزوجته منه .
وفي هذه السنة ، ولي القاضي بدر الدين محمد ابن الشيخ برهان الدين إبراهيم ابن جماعة الشافعي الكناني ، قضاء القدس الشريف ، والخطابة به . وتوجه من دمشق ، في رابع شوال ، ووصل إلى القدس في يوم الإثنين حادي عشر الشهر . وولي الخطابة بالقدس ، بعد وفاة الشيخ قطب الدين أبي الذكاء عبد المنعم ابن يحيى بن إبراهيم القرشي . وكانت وفاته ، رحمه الله تعالى ، بالقدس الشريف في يوم الجمعة ، سابع عشر شهر رمضان ، من هذه السنة .
وولي بعد القاضي بدر الدين ، تدريس المدرسة القيمرية ، القاضي علاء الدين أحمد ابن قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز . وجلس لإلقاء الدرس بها ، في يوم الأحد تاسع عشر شوال .
وفيها ، في شهر رمضان ، فوض نظر الحسبة بدمشق للصدر شمس الدين ابن السلعوس . ووصل توقيعه بذلك من الأبواب السلطانية ، عوضاً عن شرف الدين أحمد بن