كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 104 """"""
عز الدين عيسى بن الشيرحي . وكان ابن الشيرحي قد وليها ، في جمادى الآخرة من السنة .
وفيها ، فوض قضاء المالكية بدمشق ، لقاضي القضاة جمال الدين الزواوي .
ذكر توجه ناصر الدين بن المقدسي إلى دمشق وما فوض إليه من مناصبها ، وما اعتمده
في هذه السنة ، توجه ناصر الدين بن المقدسي ، من الأبواب السلطانية ، إلى دمشق . وقد فوض له السلطان الملك المنصور وكالته ، ونظر الأوقاف بدمشق والشام أجمع . ومن جملة ذلك ، نظر الجامع الأموي ، والبيمارستانات الثلاثة ، ونظر الأشراف والأسرى ، والأيتام والصدقات ، والأسوار والخوانق والربط وغير ذلك . وحضر صحبته مشدان ، من الأبواب السلطانية ، وهما بدر الدين القشتمري ، وصارم الدين الأيدمري . فتردد الناس إلى خدمته ، وخافوا شره . ولزم أرباب السعايات والمرافعات بابه . وشرع يتتبع الناس فيما ابتاعوه من الأملاك ، وقصد إثبات سفه من أباع ، وأن يسلك في ذلك الطريق الذي سلكه في أمر ابنة الملك الأشرف . فامتنع القضاة بدمشق من موافقته على ذلك ، وعضدهم الأمير حسام الدين نائب السلطنة . فمنع ناصر الدين القضاة الجامكية المرتبة لهم على مصالح الجامع الأموي . فلم يردهم ذلك إلا امتناعاً من موافقته على أغراضه . وشرع في عمارة الأملاك السلطانية ، واستجد حوانيتاً على جسر باب الفراديس من الجانبين . وأصلح الجسر ، قبل عمارة الحوانيت . ثم أصلح باب الجابية الشمالي ، وكان مستقلاً فهدمه وعمره . ولم يكن له حسنة ، غير إصلاح هذين الجسرين والباب ، ومساطب الشهود بباب الجامع .
وفي هذه السنة ، في شهر رمضان المعظم ، كبس بدر بن النفيس النصراني الكاتب بدمشق ، وعنده امرأة مسلمة ، وهم يشربون الخمر . فطولع الأمير حسام الدين نائب السلطنة بدمشق بذلك . فأمر أن يحرق النصراني ، فبذل في نفسه جملة من المال ، وسأل مخدومه الأمير سيف الدين كجكن في أمره ، فلم يجب نائب السلطنة