كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 105 """"""
إلى إبقائه . وأضرمت له نار بسوق الخيل ، وألقي فيها . وأما المرأة ، فقطع بعض أنفها ، وشفع فيها فأطلقت .
وفي هذه السنة ، في مستهل رجب ، توفيت الست غازية خاتون زوجة الملك السعيد ، ودفنت عند والدتها ، بالقبة الصالحية ، بجوار مشهد السيدة نفيسة ، بظاهر القاهرة .
ذكر وفاة الملك الصالح وتفويض ولاية العهد إلى الملك الأشرف
في هذه السنة ، في يوم الجمعة رابع شعبان ، توفي الملك الصالح علاء الدين علي ابن السلطان الملك المنصور ، وكانت علته دوسنطاريا كبدية . وصلى عليه بالقلعة ، قاضي القضاة ، تقي الدين ابن بنت الأعز ، وصلّى خلفه والده السلطان الملك المنصور ، وأخوه الملك الأشرف ، وصلى عليه خارج القلعة ، قاضي القضاة معز الدين الحنفي . ودفن بتربته المجاورة لمشهد السيدة نفيسة . وحصل لوالده السلطان عليه من الألم ، ما لا مزيد عليه . وخلف ولداً واحداً ، من زوجته منكبك ابنة الأمير سيف الدين نوكيه ، وهو الأمير مظفر الدين موسى ، وله أخبار ، ترد إن شاء الله تعالى .
ولما مات الملك الصالح ، فوض السلطان ولاية العهد بعده ، لولده الملك الأشرف صلاح الدين خليل . وركب بشعار السلطنة ، في حادي عشر شعبان من قلعة الجبل ، إلى باب النصر . وشق المدينة ، وخرج من باب زويلة ، وعاد إلى القلعة ، والأمراء في خدمته . وكتب بذلك إلى الشام ، وسائر البلاد ، وخطب له بولاية العهد ، بعد أبيه على عادة أخيه الملك الصالح . وكتب تقليده فتوقف السلطان على الكتابة عليه . وسنذكر ذلك ، إن شاء الله تعالى ، في أخبار الملك الأشرف .
وفي هذه السنة ، توفي الأمير بدر الدين الأيدمري الصالحي ، في ليلة يسفر صباحها عن يوم الإثنين ، خامس المحرم . وتوفي الأمير فخر الدين اياز ، المعروف بالمعزي الحاجب ، في ليلة يسفر صباحها عن يوم الجمعة ، العشرين من شهر ربيع