كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 106 """"""
الأول ، وذلك عقيب عوده من الحجاز . وكان رحمه الله تعالى ، من حسنات الدهر . وكانت الملوك تعتمد عليه في المهمات الجليلة . وتوفي الأمير سيف الدين بلبان العلائي الصالحي النجمي ، المعروف بقول الله كريم الدين ، رحمه الله تعالى ، في يوم الثلاثاء سادس عشرين جمادى الآخرة منها ، ودفن بتربته بالقرافة الصغرى . وهو خوشداش السلطان الملك المنصور ، وسنقر الأشقر وغيرهما ، كانوا كلهم مماليك الأمير علاء الدين أقسنقر الساقي العادلي . وكان السلطان يرعى له حق الخوشداشية ويكرمه . ويزوره إذا مرض في منزله ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي القاضي الخطيب ، فخر الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة عماد الدين عبد الرحمن بن السكري . وكانت وفاته بالمدرسة المعروفة بمنازل العز بمصر ، في رابع عشرين شوال . ومولده في سنة أربع وستمائة ، رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة ثمان وثمانين وستمائة [ 688 ه 1289 م ]
في هذه السنة ، في المحرم ، توجه السلطان إلى الشام ، وافتتح طرابلس ، وقد ذكرنا ذلك في الفتوحات .
ولما افتتح السلطان طرابلس ، جهز الأمير حسام الدين طرنطاي ، إلى المملكة الحلبية ، بطائفة من العسكر . وكان قد وصل إلى السلطان ، وهو بطرابلس ، رسل صاحب سيس ، يسألون مراحم السلطان ، ويطلبون مراضيه . فطلب منهم السلطان تسليم مرعش ، وبهسنا والقيام بالقطيعة على العادة ، وخلع عليهم وأعادهم . ورحل عن طرابلس ونزل على حمص ، وأقام بها أياماً . فعادت رسل سيس بهدية كثيرة ، واعتذارات عن تسليم مرعش وبهسنا ، وبذل جملة كثيرة من المال في كل سن . فرحل السلطان عن حمص ، ودخل إلى دمشق ، في يوم الإثنين خامس جمادى الأولى .