كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 108 """"""
وفي هذه السنة ، في يوم الثلاثاء ثامن عشري شعبان ، وقت الظهر توفي بدمشق الملك المنصور شهاب الدين محمود ابن الملك الصالح اسماعيل ابن الملك العادل .
وفيها ، كانت وفاة الأمير علاء الدين الكبكي بالقدس الشريف ، في شهر رمضان ، رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة تسع وثمانين وستمائة [ 689 ه 1290 م ]
في هذه السنة ، في أولها توجه الأمير حسام الدين طرنطاي ، ومعه جماعة من الأمراء والعساكر ، إلى الوجه القبلي . فوصل إلى منزلة طوخ دمنوا ، قبالة مدينة قوص . وتصيد في هذه السفرة ، ومهد البلاد ، وقتل جمامة من العربان ، وحرق بعضهم بالنار ، وأخذ خيولهم وسلاحهم ورهائن أكابرهم ، وعاد إلى قلعة الجبل .
وفيها ، في شهر ربيع الأول ، استدعى السلطان الأمير شمس الدين سنقر الأعسر ، من دمشق ، على خيل البريد . فلما وصل إلى بابه أكرمه ، وقال له : اعلم أنني ما اشتريتك ، وأمّرتك ، ووليتك شاد الدواوين بالشام ، إلا ظناً مني أنك تنصحني وتحصل أموالي ، وتنهض في مصالح دولتي ، فالتزم بتحصيل الأموال . فخلع عليه ، وفوض له ، مضافاً إلى شدّ الشام ، الحصون بسائر الممالك الشامية والساحل ، وديوان الجيش . فعاد إلى الشام ، وكان وصوله إلى دمشق ، في يوم الأربعاء العشرين من شهر ربيع الآخر ، وتعاظم في نفسه وكثر تجبّره .