كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 109 """"""
وفيها ، أمر السلطان بالقبض على الأمير سيف الدين جرمك الناصري ، وذلك في جمادى الأولى .
وفيها ، جهز السلطان الأمير سيف الدين التقوي ، إلى طرابلس ، واستخدم معه ستمائة فارس بطرابلس . وهو أول جيش استخدم بها . وكان الجيش قبل ذلك بالحصون .
ذكر إيقاع الحوطة على ناصر الدين المقدسي وشنقه
وفي هذه السنة ، في جمادى الآخرة ، برز أمر السلطان بالكشف على ناصر الدين بن المقدسي وكيله بالشام . فورد المرسوم إلى دمشق ، في ثاني عشرين الشهر ، فكشف عليه ، فظهرت له مخازي كثيرة . وسر الناس بذلك ، فرسم عليه ، وطولع السلطان بما ظهر عليه . فورد الجواب ، في يوم الجمعة ، تاسع عشر شهر رجب ، أن يستخرج منه ، ما التمسه ، فطولب بذلك ، وضرب بالمقارع ، في يوم ورود المرسوم . وشرع في بيع موجوده ، وحمل ثمنه ، واستمر كذلك ، وهو بالمدرسة العذراوية في النرسيم ، إلى يوم الخميس ثاني شعبان . فورد المرسوم السلطاني ، يطلبه إلى الأبواب السلطانية . فلما اجتمع الناس ، بكرة نهار الجمعة ، دخلوا عليه ، فوجدوه قد شنق ، فحضر أولياء الأمر والقضاة والشهود ، وشاهده على تلك الصورة ، وكتبوا محضراً بذلك . ودفن ، واستراح الناس من شره . وفي هذه السنة ، رسم السلطان لنائب السلطنة بالشام ، والأمير شمس الدين الأعسر ، لعمل مجانيق ، وتجهيز زردخاناة ، لحصار عكا . فتوجه الأمير شمس الدين الأعسر ، إلى وادي مربين ، وهو بين جبال عكا وبعلبك ، وفيه من الأخشاب وأعواد المجانيق ، أشياء كثير لا يمكن أن يوجد مثلها في غيره . وأخبرني جماعة أثق

الصفحة 109