كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 111 """"""
قدموا للمتجر ، تمسكاً بالهدنة ، وذلك في شعبان . فادعى أهل عكا ، أن ذلك إنما فعله الفرنج الغُرْب ، وأنه ليس برضاهم . فكان ذلك من أكبر الأسباب التي أوجبت أخذ عكا ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر وفاة قاضي القضاة نجم الدين المقدسي الحنبلي وتفويض القضاء بدمشق بعده للشيخ شرف الدين المقدسي
وفي هذه السنة ، في يوم الثلاثاء ، ثاني عشر جمادى الأولى ، توفي قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس أحمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أبي محمد عبد الرحمن المقدسي ، قاضي الحنابلة بدمشق . فعين الأمير حسام الدين لاجين نائب السلطنة ثلاثة ، وكتب في حقهم إلى السلطان ، وهم الشيخ زين الدين بن المنجا ، والشيخ تقي الدين سليمان ، والشيخ شرف الدين الحسن . فورد المثال السلطاني ، في غرة جمادى الآخرة ، لنائب السلطنة ، أن يفوض القضاء بدمشق للقاضي شرف الدين الحسن ابن الخطيب شرف الدين أبي العباس أحمد بن أبي عمر بن قدامه المقدسي . ففوض إليه نائب السلطنة القضاء ، حسب الأمر السلطاني . وكُتب تقليده عن نائب السلطنة ، وخلع عليه في يوم الإثنين تاسع الشهر . وجلس بجامع دمشق ، وحكم بين الناس ، على عادة القضاة قبله .
وفيها ، توفي الشيخ الإمام العالم ، رشيد الدين أبو حفص عمر بن اسماعيل ابن مسعود الفارقي الشافعي . وكانت وفاته بالمدرسة الظاهرية بمدشق ، في يوم الأربعاء ، رابع شهر المحرم ، ودفن بمقابر الصوفية . ويقال إنه وجد مخنوقاً ، وكان من العلم والفضيلة بالمكان المشهور ، وشهرته بذلك تغني عن وصف محاسنه ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، في ليلة الأحد الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر ، توفي الطواشي شرف الدين مختص الظاهري ، مقدم المماليك السلطانية ، في الدولة الظاهرية والسعيدية والمنصورية ، ودفن من الغد بالقرافة . وكان مهيباً سَلطاً على المماليك السلطانية ، مبسوط اليد فيهم ، ذا حرمة وافرة ، رحمه الله تعالى .
ذكر وفاة السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون ، رحمه الله
كانت وفاته ، رحمه الله تعالى ، بمنزلة مسجد تبر ، يظهر القاهرة المحروسة