كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 112 """"""
وهي المنزلة الأولى ، وذلك في العشر الأخير من شوال ، فقامت به علته إلى أن مات ، رحمه الله تعالى ، وحمل إلى قلعة الجبل ليلاً ، واستمر بها إلى آخر يوم الخميس غرة المحرم سنة تسعين وستمائة . ففي هذا اليوم قال : أرسل السلطان الملك الأشرف ، إلى التربة المنصورية بالقاهرة جملة يصدق بها . فلما كان في ليلة الجمعة المسفرة عن ثاني المحرم ، نقل رحمه الله تعالى ، من القلعة إلى تربته التي أنشأها بالقاهرة وأدخل من باب البرقية ، وصُلّي عليه بالجامع الأزهر ، ثم حمل منه إلى التربة . ونزل قبره الأمير بدر الدين بيدرا ، والأمير علم الدين سنجر الشجاعي . وفرق في صبيحة ذلك اليوم ، جملة من الذهب على الفقراء . وكانت مدة سلطنته إحدى عشرة سنة وشهرين وأربعة عشر يوماً .
وخلّف من الورثة ، أولاده الخمسة ، وهم السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل ، وهو الذي ملك بعده ، والسلطان الملك الناصر ناصر الدين محمد ، وهو سلطان هذا العصر ، والأمير أحمد - مات في سلطنة أخيه الملك الأشرف - وابنتان ، وهما دار مختار الجوهري ، واسمها التطمش ، ودار عنبر الكمالي ، وزوجته والدة السلطان الملك الناصر .
ذكر تسمية نواب السلطان الملك المنصور ووزرائه
ناب عن السلطان الملك المنصور ، رحمه الله تعالى ، بأبوابه الشريفة في أول سلطنته ، الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي ، ثم استعفي كما تقدم . واستقر في نيابة السلطنة ، الأمير حسام الدين طرنطاي المنصوري ، واستمر إلى أن كانت وفاة السلطان . وناب عن السلطان بدمشق ، بعد استعادتها من الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، الأمير حسام الدين لاجين السلحدار المنصوري ، المعروف بالصغير . وناب عن السلطنة بالمملكة الحلبية في ابتداء الدولة ، الأمير جمال الدين أقش الشمسي ، إلى أن مات ، ثم الأمير علم الدين سنجر الباشقردي إلى أن عزل ، وولي الأمير شمس الدين قراسنقر الجوكان دار المنصوري إلى آخر الدولة . وناب عن السلطنة بحصن الأكراد ، الأمير سيف الدين بلبان الطباخي المنصوري ، وبالكرك الأمير عز الدين أيبك الموصل ، ثم

الصفحة 112