كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 113 """"""
الأمير ركن الدين بيبرس الداواداري المنصوري . وناب عن السلطنة بالمملكة الصفدية في ابتداء الدولة ، الأمير علاء الدين الكبكي وغيره ، وتقدم ذكرهم . وناب عن السلطنة بغزة وحمص ، جماعة قد تقدم ذكرهم .
وأما الوزراء ، فوزر للسلطان ، رحمه الله تعالى ، ستة نفر ، أربعة من أرباب الأقلام ، وهم الصاحب برهان الدين الخضر السنجاري مرة بعد أخرى ، والصاحب فخر الدين إبراهيم بن لقمان ، والصاحب نجم الدين حمزة بن محمد الأصفوني ، وقاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن ابن قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز ، وقد تقدم ذكر ولايتهم في أثناء أخبار الدولة . ومن الأمراء اثنان الأمير علم الدين سنجري الشجاعي ، كان يتولى شد الدولة المنصورية وتدبيرها . فإذا شغرت الوزارة من متعمم ، جلس مكان الوزير ، وكتب على عادة الوزراء ، وولى وعزل ، واستخدم وصرف . ثم استقل بالوزارة ، بعد وفاة الصاحب نجم الدين حمزة بن الأصفوني . وكان في وزارته وشده ، كثير العسف والمصادرات ، محصلاً للأموال من وجوهها وغير وجوهها شديداً على المباشرين . قد أوقع الرعب في قلوبهم ، حتى كرهه الخاص والعام ، وتمنوا زوال الدولة بسببه ، واستمر في الوزارة إلى أن عزل كما تقدم . وولى الأمير بدر الدين بيدرا المنصوري إلى آخر الدولة .
وولي القضاء في الأيام المنصورية ، بالديار المصرية والشامية ، جماعة قد تقدم ذكرهم .
وملك السلطان الملك المنصور ، من المماليك الأتراك والمغل وغيرهم ، ما لم يملكه ملك بالديار المصرية في الإسلام قبله . فيقال إن عدتهم بلغت اثني عشر ألفاً ، وتأمّر منهم في الأيام المنصورية جماعة كثيرة . ومنهم من ناب عن السلطنة الشريفة في الممالك الشامية والديار المصرية . ومنهم من استقل بالسلطنة وخطب له على المنابر ، وضربت السكة باسمه ، على ما نذكر ذلك في مواضعه إن شاء الله تعالى . وبقايا المماليك المنصورية إلى الآن ، هم أعيان الأمراء في وقتنا هذا .
ولما مات الملك المنصور ، ملك بعده ولده الملك الأشرف .

الصفحة 113