كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 114 """"""
ذكر أخبارالملك الأشرف صلاح الدين خليل ابن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون الصالحي
وهو الثامن من ملوك دولة الترك بالديار المصرية . ملك الديار المصرية والبلاد الشامية ، وما أضيف إلى ذلك من الممالك الإسلامية والأقطار الحجازية ، بعد وفاة والده السلطان الملك المنصور رحمه الله تعالى .
وكان جلوسه على تخت السلطنة بقلعة الجبل المحروسة ، في يوم الأحد المبارك السابع من ذي القعدة ، سنة تسع وثمانين وستمائة ، ولم يختلف عليه إثنان . لأن الأمراء ، أرباب الحل والعقد ، ونواب السلطنة بسائر الممالك ، مصراً وشاماً ، مماليك والده ، ومن عداهم من الأمراء الصالحية ، لم يظهر منهم إلا الموافقة والطاعة والانقياد ، والمبادرة إلى الحلف . وقد تقدم أن السلطان الملك المنصور كان قد جعل له ولاية العهد من بعده ، بعد وفاة أخيه الملك الصالح علاء الدين علي ، وركّبه بشعار السلطنة ، وتأخرت كتابة تقليده ، وطلب ذلك مرة أخرى ، والسلطان يتوقف في الإذن بكتابة التقليد . ثم تحدث مع السلطان الملك المنصور فرسم بكتابته ، فكتب - وقد شرحنا مضمونه في الجزء الثامن من كتابنا هذا - فلما قدم إلى السلطان ، ليكتب عليه ، توقف وأعاده إلى القاضي فتح الدين ابن عبد الظاهر ، صاحب ديوان الإنشان ، ولم يكتب عليه . فأرسل الملك الأشرف إلى القاضي فتح الدين ، يطلب التقليد ، فاعتذر أنه لم يقدمه للعلامة . وقدمه ثانياً إلى السلطان ، فردّه . وقال يا فتح الدين : أنا أولى خليلاً على المسلمين . ثم أرسل الملك الأشرف يطلبه ، فخشي فتح الدين أن يقول إن السلطان امتنع من الكتابة عليه ؛ واعتذر أيضاً . وخاطب السلطان في معناه ، وقدمه إليه ، فرماه به . وقال :