كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 119 """"""
الأيام المنصورية ، خرستا ، وجهز ذلك على يد مملوكه شمس الدين أقسنقر الحسامي . وأعطى أقسنقر إمرة عشرة طواشية . فوصل إلى دمشق في ثامن عشر ذي الحجة من السنة .
وفيها ، في الخامس والعشرين من ذي الحجة ، كان وفاة الأمير الحاج علاء الدين طيبرس الوزيري . وكان ديّناً كثير الصدقة والمعروف ، قليل الأذى ، وخلّف أموالاً عريضة ، فأوصى بثلاثمائة ألف درهم من ماله ، تنفق في العساكر وأوقف مدرسة بمصر ، على طائفة الشافعية والمالكية ، وأوقف خاناً بظاهر دمشق ، على الصدقات ، ريعه في كل شهر تقدير خمسمائة درهم ، وله آثار حسنة ، رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة تسعين وستمائة [ 690 ه 1391 م ]
في هذه السنة ، في سادس المحرم ، أفرج السلطان عن الملك فخر الدين عثمان ابن الملك المغيث فتح الدين عمر ابن الملك العادل ، سيف الدين أبي بكر ، ابن الملك الكامل ابن الملك العادل صاحب الكرك والده . وكان قد اعتقل في الدولة الظاهرية ، في رابع عشر شهر ربيع الأول ، سنة تسع وستين وستمائة ، كما قدمنا ذكر ذلك . وكانت اعتقاله عشرين سنة ، وتسعة أشهر واثنين وعشرين يوماً . ولما أفرج السلطان عنه ، رتّب له راتباً جيداً . ولزم داره ، واشتغل بالمطالعة والنسخ ، وانقطع عن السعي ، إلا للجمعة أو الحمام ، أو ضرورة لابد منها .

الصفحة 119