كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 125 """"""
في آخر الجيش ، ببقية العسكر ، في يوم الجمعة ، العشرين من شهر ربيع الأول . وندب السلطان أيضاً ، الأمير سيف الدين طغريل الإيقاني إلى الحصون والممالك يستنجدهم على سرعة تجهيز المجانيق والآلات ، فبادر النواب إلى ذلك .
ووصل الملك المظفر صاحب حماه إلى دمشق ، في ثالث عشرين شهر ربيع الأول ، بعسكر حماه ، وصحبته مجانيق وزردخانات . ووصل الأمير سيف الدين بلبان الطباخي ، نائب السلطنة بالفتوحات ، بعساكر الحصون وطرابلس وما معها ، بالمجانيق ، والزردخانات ، في رابع عشرين الشهر ، ووصل سائر النواب ، وتوجهوا إلى عكا . هذا ما كان من أمر نواب الممالك الشامية وعساكرها .
وأما السلطان الملك الأشرف ، فإنه لما عزم على التوجه إلى عكا ، أمر بجمع القراء والعلماء والقضاة والأعيان ، بتربة والده السلطان الملك المنصور . فاجتمعوا في ليلة الجمعة ، الثامن والعشرين من صفر ، وباتوا بالقبة المنصورية ، يقرأون القرآن . وحضر السلطان إلى التربة في بكرة النهار ، وتصدق بجملة من المال والكساوي ، ثم عاد إلى قلعة الجبل . واستقل ركابه منها ، في ثالث شهر ربيع الأول . وجهز السلطان آدره العالية إلى دمشق ، فوصلوا إلى قلعتها ، في يوم الاثنين ، سابع شهر ربيع الآخر . ووصل السلطان إلى المنزلة بعكا ، في يوم الخميس ثالث شهر ربيع الآخر . ووصلت المجانيق إلى عكا في اليوم الثاني ، من وصوله ، وهي اثنان وتسعون منجنيقاً ، ما بين افرنجي وقرابغا وشيطاني ، فنصبت وتكامل نصبها في أربعة أيام ، وأقيمت الستائر .
وكان الفرنج ، لما بلغهم اهتمام السلطان وعزمه ، كاتبوا ملوك البحر ، وسألوهم

الصفحة 125