كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 127 """"""
أهلها الرعب ، لما فتحت عكا ، وعلموا أنهم لا يقدرون على حفظها ، ففارقوها ونجوا بأنفسهم . فملكها السلطان ، فأمر بهدمها جميعها فهدمت . ثم فتحت صيدا وبيروت ، على يد الأمير علم الدين الشجاعي ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وأكثر الشعراء ذكر هذا الفتح . فكان ممن امتدح السلطان ، وذكر هذا الفتح من الشعراء ، الشيخ الفاضل بدر الدين محمد بن أحمد بن عمر المنبجي التاجر المقيم بالقاهرة ، فقال :
بلغت في الملك أقصى غاية الأمل . . . وفُتّ شأو ملوك الأعصر الأول
وحزت رق العلى بادج مجتهداً . . . وجزت غاباتها سبقاً على مهل
ونلت بالحول دون الناس منفرداً . . . ما لم ينله ملوك الأرض بالحيل
فطل بدولتك الميمون طائرها . . . فإنها غرة في أوجه الدول
واسعد بهمتك العليا التي وصلت . . . لك السعود بحبل غير منفصل
فأنت للدين والدنيا صلاحهما . . . وفيهما حمل ضيم غير محتمل
فكم بلغت مراداً بت تأمله . . . بعزمك الباتر العاري من الفلل
وكم فتحت حصوناً طالما رجعت . . . لليأس عنها الملوك الصيد في خجل
حررت من عكة الغراء ما عجزت . . . عنه الملوك بعزم غير منتشل
عقيلة المدن أمست من حصانتها . . . وصونها من ليالي الدهر في عقل
وقد دعتها ملوك الأرض راغبة . . . وعطفها عنهم بالتيه في شغل
صدت عن الصيد لا تلوي فلم تطل . . . الأوهام منها إلى وصل ولم تصل
أم لهم برّة ك ؛ م رام خطبتها . . . بعل سواك ، فلم تذعن ولم تنل
حتى أمرت فأمست وهي طائعة . . . بعد الإباء لأمر منك متثل
مازال غيرك فيها طامعاً وعلى . . . يديك ، قد كان هذا الفتح في الأزل
فتحاً تطاول عن نثر يحوط به . . . وصفاً ، وعن نظم شعر محصد الطّول

الصفحة 127