كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 128 """"""
قصدْتَها فأصيبت بعدما فجعت . . . في أهلها من أسود الغيل بالغيل
في جحفل لجب كالليل أنجمه . . . تبدو لرائيه من قُضْب ومن أسل
تمم المهامِه من وعر ومن أكم . . . وطبّق الأرض من سهل ومن جبل
تخالهم وجياد الخيل تحتهم . . . لليأس في الروع آساداً على قلل
لا تنظر العين منهم إن هم لبسوا . . . لامات حربهم يوماً ، سول المقل
صدمتها بجيوش لو صدمت بها . . . صم الجبال ، أزالتها ولم تزل
فأصبحت بعد عز الملك خاضعة . . . من ذلة الملك طول الدهر في سمل
أمست خراباً وأضحى أهلها رمماً . . . وسطرتها يد الأيام في المثل
فسَلْبُ بزتها عنها وقد عطلت . . . ألذ للطرف من حَلْي ومن حلل
ومحو أثارها منها وقد خربت . . . أشهى إلى النفس من روض الربى الخضل
بالأشرف السيد السلطان زال عنا . . . التثليث وابتهج التوحيد بالجدل
تدبير ذي حكم في عز منتقم . . . وعمر مقتبل في رأي مكتهل
راحت وقد سلبت أرواحهم بشبا . . . الهندي أموالهم من جملة النقل هدمت ما شيدوا ، فرقت ما جمعوا . . . نقضت ما أبرموه غير محتفل
وعندما أصبحت قفراً بلادهم . . . من السواحل بعد الأهل في العطل
رحلت عنها ، ولكن كم أقمت بها . . . من خوف بأسك جيشاً غير مرتحل
لازلت ذا رتب في المجد سامية . . . وسؤدد بنواصي الشهب متصل
وقال المولى شهاب الدين أبو الثنا محمود الحلبي كاتب الإنشاء ، لما عاين النيران في جوانب عكا ، وقد تساقطت أركانها وتهدمت جدرانها :
مررت بعكا بعد تخريب سورها . . . وزند أوار النار في وسطها وار
وعاينتها بعد التنصر قد غدت . . . مجوسية الأبراج تسجد للنار
وقال أيضاً :
الحمد لله زالت دولة الصُّلب . . . وعز بالترك دين المصطفى العربي
هذا الذي كانت الآمال لو طلبت . . . رؤياه في النوم لاستحيت من الطلب
ما بعد عكا وقد هدت قواعدها . . . في البحر للشرك عند البر من أرب

الصفحة 128