كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 129 """"""
عقيلة ذهبت أيدي الخطوب بها . . . دهر أو شدت عليها كف مغتصب
لم يبق من بعدها للكفر إذ خربت . . . في البر والبحر ما ينجى سوى الهرب
كانت تخيلها آمالنا فترى . . . إن التفكر فيها أعجب العجب
أم الحروب فكم قد أنشأت فتناً . . . شاب الوليد بها ولاً ولم تشب
سوران بر وبحر حول ساحتها . . . دارا ، وأدناهما أنأى من القطب
خرقاء أمنع سوريها وأحصنه . . . غُلْبُ الكماة ، وأقواه على النوب
مصفح بصفاح ، حولها شرف . . . من الرماح وأبراج من اليلب
مثل الغمامة تهدي من صواعقها . . . بالنبل أضعاف ما تهدي من السحب
كأنما كل برج حوله فلك . . . من المجانيق برمي الأرض بالشهب
ففاجأتها جنود الله يُقدِمها . . . غضبان لله لا للملك والنشب
ليت أبي أن يرد الوجه عن أمم . . . يدعون رب الورى سبحانه بأب
كم رامها ورماها قبله ملك . . . جم الجيوش فلم يظفر ولم يصب
لم يلهه ملكه ، بل في أوائله . . . نال الذي لم ينله الناس في الحقب
لم ترض همته إلا التي قعدت . . . للعجز عنها ملوك العجم والعرب
فأصبحت وهي في بحرين ماثلة . . . ما بين مضطرم ناراً ومضطرب
جيش من الترك تَرْك الحرب عندهم . . . عار ، وراحتهم ضرب من الوصب

الصفحة 129