كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 130 """"""
خاضوا إليها الردى والبحر فاشبته ال . . . أمران واختلفا في الحال والسيب
تسنموها فلم يترك ثباتهم . . . في ذلك الأفق برجاً غير منقلب
تسلموها فلم تخل الرقاب بها . . . من فتك منتقم أو كف منتهب
أتوا حماها فلم تدفع وقد وثبوا . . . عنها مجانيقهم شيئاً ولم يثب
يا يوم عكا لقد أنسيت ما سبقت . . . من الفتوح وما قد خُطّ في الكتب
لم يبلغ النطق حد الشكر فيك فما . . . عسى يقوم به ذو الشِّعر والخطب
كانت تُمني بك الأيام عن أمم . . . والحمد لله شاهدناك عن كثب
أغضبت عباد عيسى إذ أبدْتهم . . . لله أي رضى في ذلك الغضب
وأطْلع الله جيش النصر فابتدرت . . . طلائع الفتح بين السمر والقضب
وأشرف المصطفى الهادي الهشير على . . . ما أسلف الأشرف السلطان من قرب
فقرّ عيناً بهذا الفتح وابتهجت . . . ببشره الكعبة الغراء في الحجب
وسار في الأرض مسرى الريح سمعته . . . فالبر في طرب والبحر في حرب وخاضت البيض في بحر الدماء فما . . . أبدت من البيض إلا ساق مختضب
وغاص زرق القنا في زرق أعينهم . . . كأنها شطن يهوى إلى قلب
توقدت وهي تروى في نحورهم . . . فزادها الري في الإشراق واللهب
أجرت إلى البحر بحراً من دمائهم . . . فراح كالراح إذ غرقاه كالحبب
وذاب من حرّها عنهم حديدهم . . . فقيدتهم به ذعراً يد الرهب
تحكمت فسطت فيهم قواضيها . . . قتلاً وعفت لحاويها عن السلب