كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 131 """"""
كم أبرزت بطلاً كالطود قد بطلت . . . حواسه فغدا كالمنزل الخرب
كأنه وسنان الرمح يطلبه . . . برج هوى ووراه كوكب الذنب
بشراك يا ملك الدنيا لقد شرفت . . . بك الممالك واستعلت على الوثب
ما بعد عكا ، وقد لانت عربكتها . . . لديك شيء تلاقيه على تعب
فانهض إلى الأرض فالدنيا بأجمعها . . . مدت إليك نواصيها بلا نصب
كم قد دعت ، وهي في أسر العدا زمناً . . . صيد الملوك فلم تسمع ولم تجب
لبيتها يا صلاح الدين معتقداً . . . بأن ظنّ صلاح الدين لم يخب
أسلت فيها كما سالت دماؤهم . . . من قبل إحرازها بحراً من الذهب
أدركت ثأر صلاح الدين إذ غضبت . . . منه لسرّ طواه الله في الكتب
وجئتها بجيوش كالسيول على . . . أمثالها بين أجام من القضُب
وحطتها بالمجانيق التي وقفت . . . أمام أسوارها في جحفل لجب
مرفوعة نصبوا أضعافها قبلت . . . للجزم والكسر منها كل منتصب
ورضتها بنقوب ذلك شمماً . . . منها وأبدت محياها بلا نقب
وبعد صحبتها بالزحف فاضطربت . . . رعباً وأهوت بخديها إلى الترب
وغنت البيض في الأعناق فارتقصت . . . أجسادها لعباً منها مع اللعب
وخلِّقت بالدم الأسوار فابتهجت . . . طيباً ولولا دماء القوم لم تصب
وأبرزت كل خود كاعب نُثرَتْ . . . لها الرؤوس وقد زفت بلا طرب

الصفحة 131