كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 134 """"""
ويقصد بذلك أن يشرح خاطر السلطان ويضحكه . وكان السلطان في بعض الأوقات ، ينظر إليه نظراً يفهم منه مراد السلطان في البسط على من يشير إليه . فنظر إليه السلطان وأومأ إليه أن يبسط على أرجواش . فنظر ابن الخطير إلى علم الدين أرجواش ، وكان لا يعرف البسط ولا يعانيه ، ولا يزال في تصميم . فقال ابن الخطير للسلطان : كان لوالد المملوك بالروم ، حمار أشهب أعور ، أشبه شيء بهذا الأمير علم الدين ، فضحك السلطان ، وغضب أرجواش ، وقال هذه صبيانية ، فاشتد غضب السلطان لذلك ، وأمر بالقبض عليه . وضرب بين يدي السلطان ضرباً كثيراً مؤلماً . ثم أمر أن يقيد ويلبس عباءة ، ويستعمل مع الأسرى ، ففعل به ذلك . ثم رسم بحمله على خيل البريد ، إلى الديار المصرية مقيداً . فتوجه البريدية به ، وحصلت الشفاعة فيه ، فرد من أثناء الطريق . ثم أفرج السلطان عنه ، بعد أن أوقع الحوطة على موجوده ، وكان يحتوي على جملة كثيرة من الأموال والعدد . وأعاده السلطان إلى نيابة القلعة ، في شهر رمضان ، فاستمر بها إلى أن مات .
وفي يوم الأحد ، ثامن عشر جمادى الآخرة ، رتب السلطان الأمير شمس الدين سنقر الأعسر ، في شد الشام على عادته ، وكان قد أفرج عنه قبل ذلك . ونقل الأمير سيف الدين طوغان ، من الشد إلى ولاية البر ، على عادته الأولى .
وفيها ، في يوم الأربعاء ، ثاني عشر شهر رجب ، ولي القاضي محيي الدين ابن النحاس نظر الشام ، عوضاً عن تقي الدين توبة ، وبطل اسم الوزارة بدمشق ، وولي شرف الدين أحمد بن عز الدين عيسى بن الشيرجي ، نظر الحسبة ، عوضاً عن تاج الدين بن الشيرازي ، في ثاني عشر الشهر .
ذكر فتوح برج صيدا
كان قد بقي بصيدا برج عاص ، فندب السلطان لحصاره ، الأمير علم الدين سنجر الشجاعي ، فتوجه لذلك ، في يوم الثلاثاء رابع شهر رجب . ووصل إلى صيدا وحاصر البرج ، وافتتحه في يوم السبت ، خامس عشر الشهر . وعاد الأمير علم الدين إلى دمشق ، بعد

الصفحة 134